الزبير قالا: قال عمر: ليصل لكم صهيب ثلاثا، وانظروا فإن كان ذلك وإلا فإن أمر محمد لا يترك فوق ثلاث سدي. (7) حدثنا ابن علية عن شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب قام خطيبا يوم جمعة - أو خطب يوم جمعة - فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر نبي الله (ص) وأبا بكر ثم قال: أيها الناس! إني قد رأيت رؤيا كأن ديكا أحمر نقرني نقرتين، ولا أرى ذلك إلا لحضور أجلي، وإن الناس يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه وخلافته، والذي بعث به نبيه فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الرهط الستة الذين توفي رسول الله (ص) وهو عنهم راض، فأيهم بايعتم له فاسمعوا له وأطيعوا، وقد عرفت أن رجالا سيطعنون في هذا الامر، وإني قاتلتهم بيدي هذه على الاسلام، فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، إني والله ما أدع بعدي أهم إلي من أمر الكلالة، وقد سألت رسول الله (ص)، فما أغلظ لي في شئ ما أغلظ لي فيها حتى طعن بإصبعه في جنبي أو صدري، ثم قال: (يا عمر! تكفيك آية الصيف التي أنزلت في آخر النساء)، وإن أعش فسأقضي فيها قضية لا يختلف فيها أحد يقرأ القرآن أو لا يقرأ القرآن، ثم قال: اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، فإني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم، ويقسموا فيهم فيئهم.
ويعدلوا فيهم، فمن أشكل عليه شئ رفعه إلي، ثم قال: أيها الناس! إنكم تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: هذا الثوم وهذا البصل، لقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله (ص) يوجد ريحه منه فيؤخذ بيده حتى يخرج به إلى البقيع، فمن كان آكلهما لا بد فليمتهما طبخا، قال: فخطب بها عمر يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء لأربع بقين لذي الحجة.
(8) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن أبي حمزة عن جارية بن قدامة السعدي قال:
حججت العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إني رأيت أن ديكا نقرني نقرتين أو ثلاثا، ثم لم تكن إلا جمعة أو نحوها حتى أصيب، قال: فأذن لأصحاب رسول الله (ص)، ثم أذن لأهل المدينة، ثم أذن لأهل الشام، ثم أذن لأهل العراق، فكنا آخر من دخل عليه وبطنه معصوب ببرد أسود والدماء تسيل، كلما دخل قوم بكوا وأثنوا عليه، فقلنا له: أوصنا - وما سأله الوصية أحد غيرنا - فقال: عليكم بكتاب الله، فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه، وأوصيكم بالمهاجرين فإن الناس يكثرون ويقلون، وأوصيكم بالأنصار فإنهم