قال: فلم يبق معه إلا أربعة: ثلاثة من بني هاشم ورجل من غيرهم: علي بن أبي طالب والعباس وهما بين يديه وأبو سفيان بن الحرث آخذ بالعنان وابن مسعود من جانبة الأيسر قال: فليس يقبل نحوه أحد إلا قتل والمشركون حوله صرعى بحساب الإكليل.
(13) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس بن مالك قال: أعطى رسول الله (ص) من غنائم حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعيينة بن حصن مائة من الإبل، فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله غنائما ناسا تقطر سيوفنا من دمائهم أو سيوفهم من دمائنا، فبلغ ذلك النبي (ص)، فأرسل إليهم فجاؤوا فقال لهم: (هل فيكم غيركم؟ قالوا: لا إلا ابن أختنا: قال: ابن أخت القوم منهم، فقال: قلتم كذا وكذا، أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون بمحمد إلى دياركم، قالوا: بلى يا رسول الله فقال رسول الله (ص): الناس دثار والأنصار شعار، الأنصار كرشي وعيبتي، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار).
(14) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة أن أبا سفيان وحكيم بن حزام وصفوان بن أمية خرجوا يوم حنين ينظرون على من تكون الدبرة، فمر بهم أعرابي فقالوا: يا عبد الله! ما فعل الناس؟ قال: يستقبلها محمد أبدا، قال: وكذلك حين تفرق عنه أصحابه، فقال بعضهم لبعض: لرب من قريش أحب إلينا من رب الاعراب، يا فلان اذهب فأتنا بالخبر - لصاحب لهم، قال: فذهب حتى كان بين ظهراني القوم، فسمعهم يقولون: يا للأوس يا للخزرج، وقد علوا القوم، وكان شعار النبي عليه الصلاة والسلام.
(15) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال: لما قسم رسول الله (ص) السبي بالجعرانة أعطى عطايا قريشا وغيرها من العرب، ولم يكن في الأنصار منها شئ، فكثرت القالة وفشت حتى قال قائلهم: أما رسول الله فقد لقي قومه، قال: فأرسل إلى سعد بن عبادة فقال:
(ما مقالة بلغتني عن قومك أكثروا فيها، قال: فقال له سعد: فقد كان ما بلغك. قال:
فأين أنت من ذلك؟ قال: ما أنا إلا رجل من قومي، قال: فاشتد غضبه وقال: إجمع قومك ولا يكن معهم غيرهم، قال: فجمعهم في حظيرة من حظائر النبي (ص) وقام على