وأحب أرض الله إلى الله، إني والله لو لم أخرج منك ما خرجت، وإنها لم تحل لاحد كان قبلي، ولا تحل لاحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من النهار، وهي ساعتي هذه، حرام لا يعضد شجرها، ولا يحتش حشيشها ولا يلتقط ضالتها إلا منشد) فقال له رجل يقال له شاه، والناس يقولون: قال له العباس: يا رسول الله! إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا وقيوننا أو لقيوننا وقبورنا، فأما ابن خطل فوجد متعلقا بأستار الكعبة فقتل، وأما مقيس بن صبابة فوجدوه بين الصفا والمروة فبادره نفر من بني كعب ليقتلوه، فقال ابن عمه نميلة: خلوا عنه، فوالله لا يدنو منه رجل إلا ضربته بسيفي هذا حتى يبرد، فتأخروا عنه فحمل عليه بسيفه ففلق به هامته، وكره أن يفخر عليه أحد، ثم طاف رسول الله (ص) بالبيت، ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: (أي عثمان، أين المفتاح)؟ فقال هو عند أمي سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها رسول الله (ص) فقالت: لا واللات والعزى! لا أدفعه إليه أبدا، قال: إنه قد جاء أمر غير الامر الذي كنا عليه، فإنك إن لم تفعلي قتلت أنا وأخي، قال: فدفعته إليه، قال: فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله (ص) قتلت أنا وأخي، قال: فدفعته إليه، قال: فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله (ص) عثر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول الله (ص) فأحنى عليه ثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول الله (ص) الكعبة فكبر في زواياها وأرجائها، وحمد الله، ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين، ثم خرج فقام بين البابين، فقال علي: فتطاولت لها ورجوت أن يدفع إلينا المفتاح، فتكون فينا السقاية والحجابة، فقال رسول الله (ص): (أين عثمان! هاكم ما أعطاكم الله)، فدفع إليه المفتاح، ثم رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن، فقال خالد بن أسيد: ما هذا الصوت؟ قالوا: بلال بن رباح، قال: عبد أبي بكر الحبشي، قالوا: نعم، قال: أين؟ قالوا: على ظهر الكعبة، قال: على مرقبة بني أبي طلحة؟ قالوا: نعم، قال: ما يقول قالوا: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، قال: لقد أكرم الله أبا خالد عن أن يسمع هذا الصوت - يعني أباه، وكان ممن قتل يوم بدر في المشركين وخرج رسول الله (ص) إلى حنين، وجمعت له هوازم بحنين، فاقتتلوا، فهزم أصحاب رسول الله (ص)، قال الله: * (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلن تغن عنكم شيئا) * الآية، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، فنزل رسول الله (ص) عن دابته فقال: (اللهم إنك إن شئت لم تعبد بعد اليوم، شاهت الوجوه)، ثم رماهم بحصاء كانت في يده، فولوا مدبرين، فأخذ رسول الله (ص) السبي والأموال فقال لهم:
(إن شئتم فالفداء، وإن شئتم فالسبي). قالوا: لن نؤثر اليوم على الحسب شيئا، فقال