قال: (بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى، قال: ففيم نعطي الدنية ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال: يا ابن الخطاب! إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا، قال: فانطلق عمر ولم يصبر متغيظا حتى أتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر! ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال:
بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم؟ قال: يا ابن الخطاب! إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا، قال: فنزل القرآن على رسول الله (ص) بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله! أو فتح هو؟ قال: نعم، فطابت نفسه ورجع.
(11) حدثنا عفان قال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن قريشا صالحوا النبي (ص) فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي (ص) لعلي: (اكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال سهيل: أما (بسم الله الرحمن الرحيم) فما ندري ما (بسم الله الرحمن الرحيم (ولكن اكتب بما نعرف (باسمك اللهم) فقال: اكتب (من محمد رسول الله) قالوا: لو علمنا أنك رسول الله اتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال النبي (ص): أكتب (من محمد بن عبد الله) فاشترطوا على النبي (ص) أن من جاء منكم لم نرده عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله! أتكتب هذا؟ قال: نعم، إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا).
(12) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: كنا يوم الحديبية ألفا وأربع مائة، فقال لنا: (أنتم اليوم خير أهل الأرض).
(13) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة بن المسور ومروان أن رسول الله (ص) عام الحديبية خرج في بضع عشرة مائة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم.
(14) حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن أياس بن سلمة عن أبيه قال: بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزي ومكرز بن حفص إلى النبي (ص) ليصالحوه، فلما رآهم رسول الله (ص) فيهم سهيل، قال: (قد سهل من أمركم، القوم يأتون إليكم بأرحامهم وسائلوكم الصلح فابعثوا الهدي وأظهروا بالتلبية، لعل ذلك يلين قلوبهم)، فلبوا من نواحي العسكر حتى ارتجت أصواتهم بالتلبية، قال فجاؤوه فسألوا الصلح، قال: فبينما الناس قد توادعوا، وفي المسلمين ناس من المشركين وفي