فإن قاتلوكم في المسجد الحرام فقاتلوهم، فأحل لهم إن قاتلوه في المسجد الحرام أن يقاتلوهم، فأتاه أبو جندل بن سهيل بن عمرو، وكان موثقا أوثقه أبوه، فرده إلى أبيه.
(7) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال:
قدم رسول الله (ص) وأصحابه في الهدنة التي كانت قبل الصلح الذي كان بينه وبينهم، قال: والمشركون عند باب الندوة مما يلي الحجر، وقد تحدثوا أن برسول الله (ص) وأصحابه جهدا وهزلا، فلما استلموا، قال: قال لهم رسول الله (ص)، (إنهم قد تحدثوا أن بكم جهدا وهزلا، فأرملوا ثلاثة أشواط حتى يروا أن بكم قوة)، قال: فلما استلموا الحجر رفعوا أرجلهم فرملوا، حتى قال بعضهم لبعض: أليس زعمتم أن بهم هزلا، وهم لا يرضون بالمشي حتى يسعوا سعيا.
(8) حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا مجمع بن يعقوب قال حدثني أبي عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية قال: شهدت الحديبية مع رسول الله (ص)، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يوجفون الأباعر، فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ فقالوا:
أوحي إلى رسول الله (ص)، قال: فخرجنا نوجف مع الناس حتى وجدنا رسول الله (ص) واقفا عند كراع الغميم، فلما اجتمع إليه بعض ما يريد من الناس قرأ عليهم * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله! أو فتح هو؟ قال: إي والذي نفسي بيده، إنه لفتح)، قال: فقسمت على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما، وكان الجيش ألفا وخمسمائة، ثلاثمائة فارس، فكان للفارس سهمان.
(9) حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن أياس بن سلمة عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله (ص) في غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة ونحن سبع عشر مائة ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل وكان في بدنه جمل، فنزل الحديبية فصالحه قريش على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه.
(10) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عبد العزيز بن سياه قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن سهل بن حنيف قال: لقد كنا مع رسول الله (ص) لو نرى قتالا لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله (ص) وبين المشركين، فجاء عمر ابن الخطاب فأتى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله! ألسنا على حق وهم على باطل؟