فكتب عمر إلى أبي موسى (سلام عليكم أما بعد فإن فلان بن فلان أخبرني بكذا وكذا، وإني أقسم عليك إن كنت فعلت به ما فعلت في ملا من الناس لما جلست في ملا منهم فاقتص منك، وإن كنت فعلت به ما فعلت في خلاء فاقعد له في خلاء فيقتص منك، فقال له الناس: اعف عنه، فقال: لا والله لا أدعه لاحد من الناس، فلما رفع إليه الكتاب قعد للقصاص فرفع رأسه إلى السماء وقال: قد عفوت عنه، وقال حماد أيضا فأعطاه أبو موسى بعض سهمه، وقد قال أيضا جرير: وأنا أقرب القوم، قال: وقال أيضا: قد عفوت عنه لله.
(15) حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال حدثنا المغيرة عن سماك بن سلمة أن المسلمين لما فتحوا تستر وضعوا بها وضائع المسلمين وتقدموا لقتال عدوهم، قال: فغدر بهم دهقان تستر فأحمى لهم تنورا، وعرض عليهم لحم الخنزير والحمير أو التنور، قال:
فمنهم من أكل فترك، قال: فعرض على نهيب بن الحارث الضبي فأبى، فوضع في التنور، قال: ثم إن المسلمين رجعوا فحاصروا أهل المدينة حتى صالحوا الدهقان، فقال ابن أخ لنهيب لعمه: يا عماه! هذا قاتل نهيب، قال: يا ابن أخي! إن له ذمة، قال سماك: بلغني أن عمر بلغه ذلك فقال: يرحمه الله وما عليه لو كان أكل.
(16) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا العلاء بن المنهال قال حدثنا عاصم بن كليب الحرمي قال: حدثني أبي قال حاصرنا بوج وعلينا رجل من بني سليم يقال له مجاشع بن مسعود، قال: فلما فتحناها، قال: وعلي قميص خلق، قال: فانطلقت إلى قتيل من القتلى الذين قتلنا، قال: فأخذت قميص بعض أولئك القتلى، قال: وعليهم الدماء، قال: فغسلته بين أحجار، ودلكته حتى أنقيته ولبسته ودخلت القرية فأخذت إبرة وخيوطا فخيط قميصي، فقام مجاشع فقال: يا أيها الناس! لا تغلوا شيئا، من غل شيئا جاء به يوم القيامة ولو كان مخيطا، قال: فانطلقت إلى ذلك القميص فنزعته وانطلقت إلى قميص فجعلت أفتقه حتى والله يا بني جعلت أخرق قميصي توقيا على الخيط أن يقطع، فانطلقت بالقميص والإبرة والخيط الذي كنت أخذته من المقاسم فألقيته فيها، ثم ما ذهبت من