(2) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عروة بن قيس البجلي أن عمر بن الخطاب لما عزل خالد بن الوليد واستعمل أبا عبيدة على الشام قام خالد فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أمير المؤمنين استعملني على الشام حتى إذا كانت سمنا وعسلا عزلني وآثر بها غيري، قال: فقام رجل من الناس من تحته فقال: اصبر أيها الأمير فإنها الفتنة، قال فقال خالد: أما وابن الخطاب حي فلا، ولكن إذا كان الناس [ندي بلى وندي بلى]، وحتى يأتي الرجل الأرض يلتمس فيها ما ليس في أرضه فلا يجده.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا مبارك عن الحسن قال: قال عمر لما بلغه قول خالد بن الوليد: لأنزعن خالدا ولأنزعن المثنى حتى يعلما أن الله ينصر دينه، ليس إياهما.
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيي بن سعيد عن القاسم عن أسلم مولى عمر قال لما قدمنا مع عمر الشام أناخ بعيره وذهب لحاجته فألقيت فروتي بين شعبتي الرحل، فلما جاء ركب على الفروة، فلقينا أهل الشام يتلقون عمر فجعلوا ينظرون، فجعلت أشير إليهم، قال: يقول: تطمح أعينهم إلى مراكب من لا خلاق له - يريد مراكب العجم.
(5) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: لما قدم عمر الشام استقبله الناس وهو على البعير فقالوا: يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا يلقاك عظماء الناس ووجوههم، فقال عمر: لا أراكم ههنا، إنما الامر من هنا - وأشار بيده إلى السماء.
(6) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال: جاء بلال إلى عمر وهو بالشام وحوله أمراء الأجناد جلوسا فقال: يا عمر، فقال: ها أنا عمر، فقال له بلال: إنك بين هؤلاء وبين الله وليس بينك وبين الله أحد، فانظر من عن شمالك وانظر من بين يديك وخلفك، إن هؤلاء الذين حولك والله إن يأكلون إلا لحوم الطير، فقال عمر: صدقت والله لا أقوم من مجلسي هذا حتى يتكفلوا لكل رجل من المسلمين مدي طعام وحظهم من