البشر) وفي رواية للبخاري وكذا لمسلم بينما يهودي يعرض سلعته أعطى بها شيئا كرهه فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر وفي رواية لهما استب وجل من المسلمين ورجل من اليهود فقال المسلم والذي اصطفى موسى على العالمين لقسم يقسم به فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين (فصك بها وجه) أي لطم وجه اليهودي قال الحافظ وإنما صنع ذلك لما فهمه من عموم لفظ العالمين فدخل فيه محمد وقد تقرر عند المسلم أن محمدا أفضل فلطم اليهودي عقوبة له على كذبه (فقال رسول الله) وفي رواية البخاري ومسلم فذهب اليهودي إلى رسول الله فقال يا أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي فقال لم لطمت وجهه وفي رواية إبراهيم بن سعد فدعا النبي المسلم فسأله عن ذلك فأخبره ونفخ في الصور أي النفخة الأولى فصعق أي ما ت ثم نفخ فيه أي في الصور أخرى أي مرة أخرى وهي النفخة الثانية فإذا هم أي جميع الخلائق الموتى قيام أي من قبورهم ينظرون أي ينتظرون ما يفعل بهم فأكون أول من رفع رأسه وفي رواية الشيخين فأكون أول من يفيق وفي لفظ أول من تنشق عنه الأرض فلا أدري أرفع رأسه قبلي أم كان ممن استثنى الله وفي رواية الشيخين فلا أدري وكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله قال الحافظ أي فلم يكن ممن صعق أن فإن كان أفاق قبلي فهي فضيلة ظاهرة وإن كان ممن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضا ووقع في حديث أبي سعيد فلا أدري كان فيمن صعق أي فأفاق قبلي أم حوسب بصعقته الأولى التي صعقها لما سأل الرؤية وبين ذلك ابن الفضل في روايته بلفظ أحوسب بصعقته يوم الطور والجمع بينه وبين قوله أو كان ممن استثنى الله أن في رواية ابن الفضل وحديث أبي سعيد بيان السبب في استثنائه وهو أنه حوسب بصعقته يوم الطور فلم يكلف بصعقة أخرى والمراد بقوله ممن استثنى الله قوله إلا من شاء الله انتهى كلام الحافظ قال النووي في شرح مسلم قال القاضي هذا من أشكل الأحاديث لأن موسى قد مات فكيف تدركه الصعقة وإنما تصعق الأحياء وقوله ممن استثنى الله تعالى يدل على أنه كان حيا ولم يأت أن موسى رجع إلى الحياة ولا أنه حي كما جاء في عيسى وقد قال لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق قال القاضي فيحتمل أن هذه الصعقة صعقة فزع بعد البعث حين تنشق
(٨٤)