الرزاق من طريق وهب بن ربيعة عن ابن مسعود بلفظ ثقفي وختناه قرشيان ولم يشك وأخرج مسلم من طريق وهب هذه ولم يسق لفظها (قليل) بالتنوين خبر مقدم لقوله (فقه قلوبهم) بإضافة فقه إلى قلوبهم وقيل بإضافة قليل إلى فقه وقلوبهم بالرفع على أنه المبتدأ أي قلوبهم قليلة الفقه وكذلك قوله (كثير شحم بطونهم) وفيه إشارة إلى أن الفطنة قلما تكون مع البطنة قال الشافعي ما رأيت سمينا عاقلا إلا محمد بن الحسن (أترون) بضم الفوقية أي أتظنون (إن كان يسمع إذا جهرنا فهو يسمع إذا أخفينا) وجه الملازمة فيما قال أن نسبة جميع المسموعات إلى الله على السواء وأبطل القياس الفاسد في تشبيهه بالخلق في سماع الجهر دون السر وأثبت القياس الصحيح حيث شبه السر بالجهر لعلة أن الكل إليه سواء وإنما جعل قائله من جملة قليل الفهم لأنه لم يقطع به وشك فيه وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم وبعده ولا جلودكم أي أنكم تستترون والحيطان والحجب عند ارتكاب الفواحش وما كان استتاركم ذلك خيفة أن يشهد عليكم جوارحكم لأنكم كنتم غير عالمين بشهادتها عليكم بل كنتم جاحدين بالبعث والجزاء أصلا ولكنكم ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما كنتم تعملون أي ولكنكم إنما استترتم لظنكم أن الله لا يعلم كثيرا مما كنتم تعملون وهو الخفيات من أعمالكم وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم أي وذلك الظن هو الذين أهلككم وذلكم مبتدأ وظنكم خبر والذي ظننتم بربكم صفته وأرداكم خبر ثان أو ظنكم بدل من ذلكم وأرداكم الخبر فأصبحتم من الخاسرين أي في مواقف
(٨٨)