رجلك على ذراع بعيرك قال أفعل ونعمة خير وكرامة قالت فأدركت الناس حين نزلوا فذهب فوضعني عند الحداجة فنظر إلى الناس وأنا لا أشعر قالت وأنكرت لطف أبوى وأنكرت لطف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم ما قد كان قيل حتى دخلت على خادمي أو ربيبتي فقالت كذا قالت وقال لي رجل من المهاجرين ما أغفلك فأخذتني حمى بنافض (1) فأخذت أمي كل ثوب في البيت فألقته علي فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من أصحابه فقال ما ترون فقال بعضهم ما أكثر النساء وتقدر على البدل وقال بعضهم أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزل عليك الوحي وأمرنا لأمرك تبع وقال بعضهم والله ليبيننه الله لك فلا تعجل قالت وقد صار وجه أبى كأنه صب عليه زرنيخ قالت فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ما بي فقال ما لهذه قالت أمي ما لهذه مما قلتم وقيل فلم يتكلم ولم يقل شيئا قالت فزادني ذلك على ما عندي قالت وأتاني فقال اتقى الله يا عائشة وإن كنت قارفت من هذا شيئا فتوبي إلى الله فان الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات قالت وطلبت اسم يعقوب فلم أقدر عليه فقلت غير أنى أقول كما قال أبو يوسف (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون) قالت فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ووجهه كأنما ذيب عليه الزرنيخ حتى نزل عليه وكان إذا أوحى إليه لم يطرف فعرف أصحابه أنه يوحى إليه وجعلوا ينظرون إلى وجهه وهو يتهلل ويسفر فلما قضى الوحي قال ابشر يا أبا بكر قد أنزل الله عذر ابنتك وبراءتها فانطلق إليها فبشرها قالت وقرأ عليه ما نزل في قالت وأقبل أبو بكر مسرعا يكاد أن ينكب قالت فقلت بحمد الله لا بحمد صاحبك الذي جئت من عنده فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسي فأخذ بكفي فانتزعت يدي منه فضربني أبو بكر وقال أتنزعين كفك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم تصنعين هذا فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فهذا كان أمري. رواه الطبراني وفيه أبو سعد البقال وهو ضعيف وقد وثق.
(٢٣١)