وقد هبط من الثنية ثنية هبشا فسلم الله حتى قدمنا المدينة فنزلت في عيال أبى بكر ونزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبنى المسجد وأبياتنا حول المسجد فأنزل فيها أهله فمكثنا أياما ثم قال أبو بكر يا رسول الله ما يمنعك أن تبنى بأهلك قال الصداق فأعطاه أبو بكر ثنتي عشرة أوقية ونشا (1) فبعث بها إلينا وبنى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا الذي أنا فيه وهو الذي توفى فيه ودفن فيه وأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة أحد تلك البيوت وكان يكون عندها. وفيه محمد ابن الحسن بن زبالة وهو ضعيف. وعن عائشة قالت قدمنا مهاجرين فسلكنا في ثنية ضعينة فنفر جمل كنت عليه نفورا منكرا فوالله ما أنسى قول أمي يا عريسة فركب بي رأسه فسمعت قائلا يقول ألقى خطامة فألقيته فقام يستدير كأنما انسان قائم تحته. رواه الطبراني وإسناده حسن. وعن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كنا بالحد انصرفنا وأنا على جمل فكان آخر العهد منهم وأنا أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وا عروساه فوالله إني على ذلك إذ نادى مناد أن ألقى الخطام فألقيته فأعلقه الله عز وجل بيده. رواه أحمد وفيه أبو شداد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتلى عائشة رضي الله عنها في أهلها قبل أن يدخل بها. رواه الطبراني وفيه القاسم بن عبد الله بن عمر وهو متروك. قلت وقد تقدم في الوليمة من كتاب الضحايا أحاديث في جلائها.
وعن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة بنت أبي بكر في شوال وأعرس بها في شوال بالمدينة وتوفيت لسبع عشرة خلت من رمضان بعد الوتر سنة ثمان وخمسين ودفنت من ليلتها. رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف. وعن نافع وغيره من أهل العلم قالوا صلينا على عائشة وأم سلمة زوجي النبي صلى الله عليه وسلم وسط البقيع والامام يوم صلينا على عائشة أبو هريرة وحضر ذلك عبد الله بن عمر ودخل في قبر عائشة عبد الله وعروة ابنا محمد بن أبي بكر وماتت سنة ثمان وخمسين في رمضان لسبع عشرة خلت منه ودفنت من ليلتها.
رواه الطبراني وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف.