فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة فنظر إلينا فدمعت عيناه ثم قال مرحبا بكم وحياكم الله وحفظكم الله آواكم الله ونصركم الله رفعكم الله هداكم الله رزقكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم وأستخلفه عليكم إني لكم نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده فان الله قال لي ولكم تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين وقال أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ثم قال قد دنا الاجل والمنقلب إلى الله وإلى سدرة المنتهى وإلى الجنة المأوى والكأس الأوفى والرفيق الأعلى أحسبه قال فقلنا يا رسول الله فمن يغسلك إذا قال رجال أهل بيتي الأدنى فالأدنى قلنا ففيم نكفنك قال في ثيابي هذه إن شئتم أو في حلة يمنية أو في بياض مضر قال فقلنا فمن يصلى عليك منا فبكينا وبكى وقال مهلا غفر الله لكم وجازاكم عن نبيكم خيرا إذا غسلتموني ووضعتموني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري فاخرجوا عنى ساعة فان أول من يصلى على خليلي وجليسي جبريل صلى الله عليه وسلم ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة صلى الله عليهم بأجمعها ثم ادخلوا على فوجا فوجا فصلوا على وسلموا تسليما ولا تؤذوني بباكية أحسبه قال ولا صارخة ولا رانة وليبدأ بالصلاة على رجال أهل بيتي ثم أنتم بعد وأقرؤا أنفسكم منى السلام ومن غاب من إخواني فأقرؤه منى السلام ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أنى أقرأ السلام أحسبه قال عليه وعلى كل من تابعني على ديني من يومى هذا إلى يوم القيامة قلنا يا رسول الله فمن يدخلك قبرك منا قال رجال أهل بيتي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم. رواه البزار وقال روى هذا عن مرة عن عبد الله من غير وجه والأسانيد عن مرة متقاربة و عبد الرحمن لم يسمع هذا من مرة إنما أخبره عن مرة ولا نعلم رواه عن عبد الله غير مرة، قلت رجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال قبل موته بشهر، وذكر في إسناده ضعفاء منهم أشعث بن طابق قال الأزدي لا يصح حديثه. والله أعلم.
(باب) عن الفضل بن العباس قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت إليه فوجدته موعوكا قد عصب رأسه قال خذ بيدي يا فضل فأخذت بيده حتى انتهى