فاملئيها ماءا فاذهبي بها إلى المناصع (1) وكانت هي وابنها مسطح بينهما وبين أبى بكر قرابة وكان أبو بكر ينفق عليهما فكانا يكونان عنده ومع أهله فأخذت الإداوة خرجت نحو المناصع فعثرت أم مسطح فقالت تعس مسطح فقلت بئس ما قلت قالت ثم مشينا فعثرت أيضا فقالت تعس فقلت لها بئس ما قلت لصاحب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب بدر فقالت انك لغافلة عما فيه الناس من امرك فقلت اجل فما ذاك فقالت إن مسطحا وفلانا وفلانة فيمن استزلهم الشيطان من المنافقين يجتمعون في بيت عبد الله بن أبي سلول أخي بني الحرث بن الخزرج يتحدثون عنك وعن صفوان بن المعطل يرمونك به قالت فذهب عنى ما كنت أجد من الغائط فرجعت على يدي فلما أصبحنا من تلك الليلة بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فأخبرهما بما قيل في واستشارهما في أمري فقال أسامة والله يا رسول الله ما علمنا على أهلك سوءا وقال على له يا رسول الله ما أكثر النساء وان أردت أن تعلم الخبر فتوعد الجارية يعنى بربرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى فشأنك بالخادم فسألها على عنى فلم تخبره والحمد لله الا بخير قالت والله ما علمت على عائشة سوءا الا أنها جويرية تصبح (2) عن عجين أهلها فتدخل الشاة الداجن فتأكل من العجين قالت ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع ما قالت بريرة بعلي إلى الناس فلما اجتمعوا إليه قال يا معشر المسلمين من لي من رجال يؤذونني في أهلي فما علمت على أهلي سوءا ويرمون رجلا من أصحابي ما علمت عليه سوءا ولا خرجت مخرجا الا خرج معي فيه قال سعد بن معاذ الأنصاري الأشهلي من الأوس يا رسول الله إن كان ذلك من أحد من الأوس كفيناكه وإن كان من الخزرج أمرتنا فيه بأمرك وقام سعد بن عبادة (3) الأنصاري ثم الخزرجي فقال لسعد بن معاذ كذبت والله وهذا الباطل فقام أسيد بن حضير الأنصاري ثم الأشهلي ورجال من الفريقين فاشتنوا وتنازعوا حتى كاد ان يعظم الامر بينهم فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بيتي وبعث إلى أبوى فأتياه فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال لي يا عائشة إنما أنت من بنات آدم فان كنت أخطأت فتوبي إلى الله واستغفريه فقلت لأبي أجب عنى رسول الله صلى الله عليه
(٢٣٣)