المقدسة فوجدوا فيها مدينة فيها قوم جبارون خلقهم خلق منكر وذكر من ثمارهم أمرا عجيبا فقالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين لا طاقة لنا بهم ولا ندخلها ما داموا فيها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما من الجبارين آمنا بموسى فخرجا إليه فقالا نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون من أجسامهم وعدتهم فإنهم لا قلوب لهم ولا منعة عليهم فأدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ويقول ناس إنهما من قوم موسى وزعم عن سعيد بن جبير أنهما من الجبابرة آمنا بموسى يقول من الذين يخافون إنما عنى بذلك الذين يخافهم بنو إسرائيل قالوا يا موسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون فأغضبوا موسى فدعا عليهم وسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من المعصية وإساءتهم حتى كان يومئذ فاستجاب الله له فيهم وسماهم فاسقين وحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض يصبحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم الغمام في التيه وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تنسج وجعل بينهم حجرا مربعا وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية ثلاث أعين وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها لا يرتحلون من منقلة إلا وجدوا ذلك الحجر فيهم بالمكان الذي بالأمس. رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ذلك عندي أن معوية سمع ابن عباس حدث هذا الحديث فأنكره عليه أن يكون هذا الفرعوني أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل فكيف يفشي عليه ولم يكن علم به ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر ذلك فغضب ابن عباس وأخذ بيد معاوية فذهب به إلى سعد بن مالك الزهري فقال يا أبا إسحاق هل تذكر ويوم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتله الإسرائيلي الذي أفشى عليه أم الفرعوني فقال إنما أفشى عليه الفرعوني بما سمع من الإسرائيلي الذي شهد ذلك وحضره. رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أصغ بن زيد والقسم بن أبي أيوب وهما ثقتان. قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى
(٦٦)