رجل ناز ربعة أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره والماء إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما له وإذا أمامكم شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها كلهم يؤمونه يريدونه فإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف (1) وإذا أنت يا رسول الله كأنك تتقيها قال فانتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سرى عنه فقال أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب فذلك ما حملتم عليه من الهدى فأنتم عليه وأما المرج الذي رأيت فالدنيا وغضارة عيشها مضيت أنا وأصحابي فلم نتعلق بها ولم تتعلق بنا ثم جاءت الرعلة الثانية بعدنا وهم أكثر منا ضعافا فمنهم المربع ومنهم الآخذ الضغث (2) ونحوه على ذلك ثم جاء عظيم الناس فمالوا في المربع يمينا وشمالا وأما أنت فمضيت على طريق صالحة فلم تزل عليها حتى تلقاني وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف سنة وأنا في آخرها ألفا وأما الرجل الذي رأيت عن يميني الآدم الستل فذاك موسى عليه السلام إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه والذي رأيت عن يساري الناز الربعة الكثير خيلان الوجه كأنه حمم وجهه بالماء فذاك عيسى بن مريم عليه السلام تكرمه لا كرام الله إياه وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها فذاك أبونا إبراهيم عليه السلام كلنا نؤمه ونقتدي به وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أتقيها فهي الساعة علينا تقوم لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي قال فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعدها إلا أن يجيئ الرجل فيحدثه بها متبرعا. رواه الطبراني وفيه سليمان بن عطاء القرشي وهو ضعيف. وعن عبد الله بن عمرو أنه قال رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى أصبعي سمنا وفي الأخرى عسلا فانا ألعقهما فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تقرأ الكتابين التوراة والفرقان فكان يقرؤهما. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف. وعن زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن جده قال قال رأى مطيع بن الأسود في منامه أنه أهدى إليه جراب تمر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال هل بأحد من فتياتك حمل قال نعم بامرأة من بنى ليث وهي أم عبد الله قال إنها ستلد غلاما فولدت غلاما فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم
(١٨٤)