لا تزيدوني غراما بعدكم * حل بي من بعدكم ما قد كفاني يا خليلي أذكرا العهد الذي * كنتما قبل النوى عاهدتماني واذكراني مثل ذكري لكما * فمن الانصاف أن لا تنسياني وبكم منكم إليكم أشتكي * فعسى منكم بكم أعطي الأماني واسئلا من أنا أهواه على * أي جرم صد عني وجفاني واعلم: يا ولدي محمد حمد الله جل جلاله فعالك وبلغك من سعادة الدنيا والآخرة، أن كتاب الآداب الدينية وغيره من كتب الأدعية قد تضمنت أدعية عند كثير مما قدمناه من الحركات والسكنات، وقد ذكرت طرفا جميلا وأدبا جليلا في كتاب (المهمات والتتمات) فلو ذكرت كل تلك الدعوات أو ما أحفظه منها في هذه الأوقات مما يتعلق بما ذكرته لك في الحركات والسكنات، أو جميع تلك الآداب المذكورات أطلت في هذا الكتاب وخفت أن تمله أو يمنعك كثرته من الانتفاع بما ذكرته فيه من الأسباب وفيما ذخرته لك من كتب الأدعية والآداب كفاية لما تحتاج إليه، وقد دللتك عليه ومن دل فقد قضى ما عليه، وإنما كتابي هذا يتضمن كثيرا مما ليس فيما كنت أشرت إليه.
الفصل الرابع والأربعون والمائة: وسوف أذكر في كل وجه من الوجوه الخمسة العبادات كلمات نافعة لأهل السعادات حتى لا يخلو هذا الكتاب بالكلية من جملتها في التنبيهات، وقد بسطنا أسرار ذلك في كتاب (المهمات والتتمات) فأولها الصلاة.