يلقانا هو ويلقانا الله جل جلاله عند الحسين عليه السلام إذا تعرضنا لفضله فعرفوا أنهم غالطون فكل من حج لأجرة أو لنفع عاجل أو آجل أو بطبع أو صورة غافل أو متغافل فحجه إما باطل أو غير كامل، وقد شرعت في تأليف كتاب سميته (مسالك المحتاج إلى مناسك الحاج) وسوف أذكر فيه بالله ومن الله جل جلاله ولله جل جلاله ما ينبغي إذا حججت إنشاء الله تعالى تعمل عليه.
وبالجملة: فيكون حجك على صفة أنك حججت وحدك ولا يعلم بك غير الله جل جلاله من البشر، فيعزك في نظر الخلائق إليك ونظرك إليهم، فمتى وجدت نفسك تطالبك بغير نظر مولاك وأطعتها في ذلك الخطر، فاعلم أن الحج فاسد أو ناقص بذلك النظر، فاطلب من الله جل جلاله قوة على أن يشغلك بجلاله وإقباله عن كل من عداه حتى تتوجه منه وبه وإليه وله جل جلاله على بساط الذل لعزته والخضوع لهيبته، وهناك تكون المسعود بالحج إليه فاذكرني يا ولدي بين يديه، فقد ذكرتك والله جل جلاله عظيما وسلمتك من يدي إليه ولا عرفت ولا سمعت أن والدا كرر وأكثر من التضرع إلى الله جل جلاله لأجل ولد يعز عليه أبلغ مما خاطبت في طلبك قبل وجودك وفي مهماتك للدنيا والآخرة بعد وجودك، ولما تحتاج إليه ولأجل إقباله عليك وإقبالك عليه وقدومك عليه.
الفصل الثامن والأربعون والمائة: وأما الجهاد يا ولدي شرفك الله جل جلاله بمجاهدة نفسك وكل من يشغلك عنه بل قواك قوة تدفع عنك مشقة