لأجله مثل الحجر الذي يدوسه برجله وأن حكم معدنه عنده حكم ما لا محل له من التراب فقد رأينا من شرفه جل جلاله جعل الذهب والفضة عنده أهون من التراب بل جعله عنده عدوا يفر منه وإذا حصل له أخرجه عاجلا أو تباعد عنه أو كان يجعل له من الأنوار في الاسرار ما يكون كاشفا بجلاله ومتشرفا بإقباله ومشغولا عن كل ما عداه من دنياه وأخراه فكل هذه المواهب شئ منها جربناه وشئ منها عرفناه أو سمعناه.
وهيأ الله لك كتبا متعلقة بالتحيل الحلال والطلسمات والعوذ والرقي والرمل بالمجربات. فأما علم الحيل فقد نطق القرآن الشريف أن يوسف (ع) جعل الصواع في رحل أخيه ليأخذه بالحيلة من إخوته وهو سلاح العدو فاعرف منه ما يتحيل به من العدو ومكيدته إن كان مما أباح الشرع الشريف النظر في حقيقته وأما العوذ والرقي والطلسمات فعندنا منها الان عدة مجلدات وقد صنفت في بعضها كتابا سميته كتاب (المنتقى) وضاق وقتي عن تجربة كل ما فيه فجربه مما يليق بطاعة الله ومرضاته فما كان حقا فاحفظه وما كان باطلا فارفضه.
وأما كتب الرمل فهو أيضا من الطرق الظنية إلى معرفة ما تعرف به من الأسباب وما منع الشرع من تعريفه ما لا يخالف حكم السنة والكتاب بالظنون إذا تعذر العلم بها بعلم محقق مأمون وقد رأيناهم تارة يخطئون وتارة يصيبون وإن عاملت الله جل جلاله بالصدق والتحقيق جعل قلبك مرآة تنظر بها ما يريده جل جلاله من العلوم من وراء ستر رقيق ففي أخبار صاحب الملة