الأخلاق وحيازة قصبات السباق وطهارة الاعراق، وإياك وتقليد قوم من المنسوبين إلى علم الأديان وكونهم قالوا الشعر ومدحوا به ملوك الأزمان فإنهم مخاطرون بل هالكون أو نادمون إن كانوا ما تابوا منه، ويودون يوم القيامة أنهم كانوا أخراسا عنه ولقد تعجبت منهم كيف دونوه وحفظوه وكان يليق بعلومهم أن يذهبوه ويبطلوه أو يرفضوه، أما ترى فيه يا ولدي مدح من الله جل جلاله ورسوله وخاصته ذامون لهم وساخطون عليهم، أما في ذلك مفارقة لله جل جلاله وكسر حرمة الله جل جلاله وأئمتهم الذين هم محتاجون إليهم، فإن فتح الله جل جلاله عليك قول الاشعار فلا تتجاوز به مراد الله جل جلاله ومراد سلفك الأطهار.
وهيأ الله جل جلاله لك كتبا جليلة في علم الكيمياء واعلم يا ولدي أن هذا العلم صحيح وقد عرفنا أنه علمه جماعة من العلماء وروينا في كتاب (الطرائف) أن أباك عليا عليه السلام كان عارفا بهذا العلم المشار إليه، وما روينا أبدا أنه استعمله مدة حياته ولا بلغنا أنه استعمله بعده أحد من عترته بعد وفاته، ولكن يقال أن تعبه طويل ولا يحصل المراد منه إلا لمن يكون معه أستاذ ودليل، ولو أن المجتهد في علم الكيمياء يعطي الله عز وجل من اجتهاده بعض تلك التعب والعناء كان كرم الله جل جلاله فاتحا عليه من السعادات ذهبا وفضة وعنايات بدون التعب وتضييع الأوقات، فإن الظفر بالله على اليقين والظفر بالكيمياء قد جربه قوم وخرجوا منه خاسرين خائبين إذ كان الله جل جلاله يجعل في كنوز عقله وذخائر فضله أن الذهب الذي يتعب