واشترط علي أن لا أجيبه بالأجوبة المسطورة في الكتب وذكر أنه ما زال الشبهة منه ما وقف عليه ولا ما سمعه من الاعذار المذكورة فقلت أيهما أقدر على إزالة الخلاف بين العباد وأيما أعظم وأبلغ في الرحمة والعدل والارفاد أليس الله جل جلاله فقال بلى فقلت له فامنع الله جل جلاله أن يزيل الخلاف بين الأمم أجمعين وهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وهو أقدر على تدبير ذلك بطرق لا يحيط بها علم الآدميين أفليس أن ذلك لعذر يقتضيه عدله وفضله على اليقين فقال بلى، فقلت له فعذر نائبه عليه السلام هو عذره على التفصيل لأنه ما فعل فعلا إلا ما يوافق رضاه على التمام فوافق وزالت الشبهة وعرف صدق ما أورده الله جل جلاله على لساني من الكلام.
واعلم: يا ولدي محمد زين الله جل جلاله سرائرك وظواهرك بموالاة أوليائه ومعاداة أعداءه، أنني كنت لما بلغني ولادتك بمشهد الحسين (ع) في زيارة عاشورا إلا أنك ولدت بطالع السعد والاقبال يوم تاسع محرم سنة ثلاث وأربعين وستمائة يوم الثلاثاء بعد مضي ساعتين وخمس دقايق من ذلك النهار كما قدمناه في خطبة هذه الرسالة فقمت بين يدي الله جل جلاله مقام الذل والانكسار والشكر لما شرفني به من ولادتك من المسار والمبار وجعلتك بأمر الله جل جلاله عبد مولانا (المهدي) عليه السلام ومتعلقا عليه وقد احتجناكم مرة عند حوادث حدثت لك إليه ورأيناه في عدة مقامات في منامات وقد تولى قضاء حوائجك بإنعام عظيم في حقنا وحقك لا يبلغ وصفي إليه فكن في موالاته والوفاء له وتعلق الخاطر به على قدر مراد الله جل جلاله