جلاله عن مواقف إعراضه عنك وزانك بترادف خلع إقباله عليك وقبوله منك أن من جملة ما بليت به بالمخالطة للناس معرفة الملوك بي وحبهم لي حتى كاد أن يفسد علي سعادة الدنيا والآخرة ويحول بيني وبين مالكي صاحب النعم الباطنة والظاهرة وما كنت تدركني إلا وأنني لابس ثياب العار بطلب ولايات دار الاغترار وقائدا لك إلى الهلاك وعذاب النار وما خلصني من خطر إقبال ملوك الدنيا وحبهم وسلمني من السموم القاتلة في قربهم إلا الله جل جلاله على التحقيق فأنا عتيق ذلك المالك الرحيم الشفيق وذاك أن أول ما نشأت بين جدي ورام ووالدي قدس الله أرواحهم وكمل فلاحهم وكانوا دعاة إلى الله جل جلاله وطالبين له جل جلاله فألهمني الله جل جلاله سلوك سبيلهم واتباع دليلهم وكنت عزيزا عليهم وما أحوجني الله جل جلاله بإحسانه إليهم وإلي ما جرت عليه عادة الصبيان من تأديب لي منهم أو من أستاد بسبب من أسباب الهوان وتعلمت الخط والعربية وقرأت في علم الشريعة المحمدية (ص) كما قدمنا ذكره وقرأت كتبا في أصول الدين.
وأراد بعض شيوخي أنني أدرس وأعلم الناس وأفتهم وأسلك سبيل الرؤساء المتقدمين فوجدت الله جل جلاله يقول في القرآن الشريف لجدك محمد صلى الله عليه وآله صاحب المقام المنيف ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين أفرأيت أن هذا تهديد من رب العالمين لأعز عليه من الأولين والآخرين أن يقول عليه بعض الأقاويل فكرهت وخفت من الدخول في الفتوى حذرا أن يكون