لذتها وخلى فيها بينك وبين عدو جاهد ملح مع ما عرض في نفسك من دنيا قد دعتك فأجبتها وقادتك فاتبعتها وأمرتك فأطعتها فايس من هذا الامر وخذ اهبة الحساب فإنه يوشك ان يقفك واقف على ما لا يحينك منه محن ومتى كنتم يا معاوية ساسة للرعية أو ولاة لأمر هذه الأمة بغير قدم حسن ولا شرف سابق على قومكم فشمر لما قد نزل بك ولا تمكن الشيطان من بغيته فيك مع أني أعرف ان الله ورسوله صادقان فنعوذ بالله من لزوم سابق الشقا وان لا تفعل أعلمك ما أغفلك من نفسك فإنك مترف قد أخذ منك الشيطان مأخذه فجرى منك مجرى الدم في العروق واعلم أن هذا الامر لو كان إلى الناس أو بأيديهم لحسدونا ولا امتنوا به علينا ولكنه قضاء ممن امتن به علينا على لسان نبيه الصادق المصدق لا أفلح من شك بعد العرفان والبينة اللهم احكم بيننا وبين عدونا بالحق وأنت خير الحاكمين
(٤٠)