عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم (كان في سفر فأتى على غدير فقال للقوم: اشربوا فقالوا:
يا رسول الله أنشرب ولا تشرب؟ فقال: إني أيسركم انى راكب وأنتم مشاة (1) فشرب وشربوا) * ومن طريق حماد بن زيد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمر بماء فقال: إنزلوا فاشربوا فتلكأ القوم فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) فشرب وشربنا معه) * وقد روينا هذا الخبر من طريق لا يحتج نهها كما رويناه من طريق معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد حدثني قزعة أنه سأل أبا سعيد عن الصوم في السفر فقال: (سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انكم (3) قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال: إنكم تتصبحوا (4) عدوكم والفطر أقوى لكم فافطروا فكانت عزمة فأفطرنا، ثم قال (5):
لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر) * ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فصام حتى مر بغدير في الطريق وذلك فينحر الظهيرة (6) فعطش الناس فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فأمسكه على يده حتى رآه الناس ثم شرب فشرب الناس).
ومن طريق البخاري نا عبد الله بن يوسف عن مالك عن هاشم بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين ان حمزة بن عمرو الأسلمي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أأصوم (7) في السفر؟ وكان كثير الصيام فقال: إن شئت فصم وان شئت فأفطر) * ومن طريق مسلم نا أبو الربيع الزهراني ويحيى بن يحيى قال أبو الربيع نا حماد هو ابن زيد، وقال يحيى نا أبو معاوية ثن اتفق أبو معاوية وحماد كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين ان حمزة بن عمرو الأسلمي قال: (يا رسول الله إني رجل اسرد الصوم أفأصوم (8) في السفر؟ قال: صم ان شئت).
قال على: كل هذا لا حجة لهم فيه، أما حديث أبي الدرداء فليس فيه ان ذلك كان في رمضان أصلا، وإقحام ما ليس في الخبر كذب، وقد يمكن أن يكون تطوعا فلا ننكره فلا متعلق لهم ولا لنا فيه * وأما حديث أبي سعيد فطريق معاوية بن صالح لا يحتج بها