الفقه كما اعترف به المحقق الحلي قال ولده أبو منصور في إجازته لبني زهرة:
إن الشيخ الأعظم خواجة نصير الدين الطوسي لما جاء إلى العراق حضر الحلة فاجتمع عنده فقهاء الحلة فأشار إلى الفقيه نجم الدين جعفر بن سعيد وقال: من أعلم هؤلاء الجماعة؟ فقال له: كلهم فاضلون علماء إن كان واحد منهم مبرزا في فن كان الآخر مبرزا في فن آخر فقال: من أعلمهم بالأصوليين؟ فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن المطهر وإلى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهيم فقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأصول الفقه (1).
وبفضل هذا الشيخ المعظم وتدبيره نجا أهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل والنهب والسبي وذلك حين غزا التتار العراق وعملوا ما عملوا.
قال ولده أبو منصور في كشف اليقين: لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل إن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلا القليل فكان من جملة القليل والدي رحمه الله والسيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العز فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت إيالته وأنفذوا به شخصا أعجميا فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له فلكة والآخر يقال له علاء الدين وقال لهما: قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي إليه الحال فقال والدي رحمه الله: إن جئت وحدي كفى؟ فقالا: نعم فأصعد معهما فلما حضر بين يديه - وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة: قال له: كيف قدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل إن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم؟
وكيف تأمنون أن يصالحني ورحلت عنه؟
فقال والدي رحمه الله: إنما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين