اللهم إلا أن يحمل النفع المنفي في كلام المشهور على النفع المعتد به بحسب حال العين، فإن الحمام الذي يستأجر كل سنة مائة دينار إذا صارت عرصة تؤجر كل سنة خمسة دراهم أو عشرة لغرض جزئي - كجمع الزبائل ونحوه - يصدق عليه أنه لا يجدي نفعا، وكذا القرية الموقوفة، فإن خرابها بغور أنهارها وهلاك أهلها، ولا تكون بسلب منافع أراضيها رأسا، ويشهد لهذا ما تقدم عن التحرير: من جعل عرصة الدار المنهدمة مواتا لا ينتفع بها بالكلية مع أنها كثيرا ما تستأجر للأغراض الجزئية فالظاهر دخول الصورة المذكورة في إطلاق كلام كل من سوغ
البيع عند خرابه بحيث لا يجدي نفعا، ويشمله الاجماع المدعي في الانتصار والغنية، لكن الخروج بذلك عن عموم أدلة
وجوب العمل بمقتضي وقف الواقف الذي هو حبس العين، وعموم قوله عليه السلام: لا
يجوز شراء الوقف مشكل. (80) ويؤيد المنع حكم أكثر من تأخر عن الشيخ بالمنع عن
بيع النخلة المنقلعة، بناء على جواز الانتفاع بها في وجوه اخر، كالتسقيف وجعلها جسرا ونحو ذلك بل ظاهر المختلف - حيث جعل النزاع بين الشيخ والحلي رحمهما الله لفظيا، حيث نزل تجويز الشيخ على صورة عدم إمكان الانتفاع به في منفعة أخرى - الاتفاق على المنع إذا حصل فيه انتفاع ولو قليلا، كما يظهر من التمثيل بجعله جسرا ".
____________________
(80) الآخوند: ولو نوقش في عموم تلك الأدلة لهذه الصورة كالصورة السابقة، فلا أقل من استصحاب عدم الجواز قبل عروض الخراب، فلا يجوز الخروج بذلك عما هو مقتضى الاصلاح، الا بالقطع بالجواز كالصورة الأولى، واني لنا دعوية وان كانت غير بعيدة. (ص 111) الإيرواني: لا عموم في هذا الرواية بعد قوله بعد هذه الفقرة (ولا تدخل العلة في ملكك) فإنه ظاهر فيما كانت له منفعة معتد بها فلا يشمل محل البحث. (ص 176) نعم،