تعالى عند الأكل والشرب.
ويجب أن يعرف ما يأكل ويشكر ويرضى، فإن اختلف الألوان فعلى كل لون، وإن سمى بعض الجماعة أجزأ عن الباقين، فإن نسي التسمية ثم ذكر قال: بسم الله على أوله وآخره، ويجلس على وركه الأيسر ويأكل بثلاث أصابع ومما يليه ويمص أصابعه ويبقى الذروة ففيها البركة ويقل النظر في وجوه الناس ويصغر اللقم ويجيد المضغ ويتأنى فيه ويحمد الله في أثنائه وبعد فراغه ويغسل يديه قبل الطعام وبعده ويبدأ صاحب الطعام بالأكل ويختم به ويجمع غسالة الأيدي في إناء واحد ويبدأ بسقي من عن يمينه وغسل يده حتى يرجع إليه ويكرم ضيفه ولا يعاونه عند انفصاله على اخراج متاعه ويدعو لمن أكل طعامه، ولا ينبغي أن يبيت ويده غمرة ولا يبيت القمامة في البيت حتى يخرجها.
وإذا وجد سفرة فيها لحم وخبز وبيض قومها على نفسه وغرم قيمتها لصاحبها، ولا بأس بأكلها أن يكون لمسلم أو مجوسي لأنه في سعة ما لا يعلم، وإذا حضر الطعام والصلاة ولم يغلبه الجوع بدأ بالصلاة، وإن غلبه أو حضر من ينتظره بدأ بالطعام في أول وقتها وبها إذا ضاق، وينبغي إذا أكل أن يستلقي على قفاه ويضع رجله اليمنى على اليسرى.
ولا بأس أن يأكل القديد والاستشفاء بأبوال الإبل وألبانها وألبان الأتن ويحل شربها ولا يحل الجلوس على مائدة يشرب أو يؤكل عليها محرم إلا لضرورة، ويحرم أكل النجاسات والمنجسات قبل التطهير وأكل السموم القاتل كثيرها منه وقليلها، ويكره أكل وشرب ما باشره الجنب والحائض غير المأمونين وما أسار الفأرة وأبقى من طعام وسباع الطير، ومن اضطر إلى طعام غيره لم يجب عليه بذله له، فإن لم يكن صاحبه محتاجا إليه وبذل له ثمنه وجب عليه بيعه.
والخمر والفقاع والنبيذ الشديد حرام، والمزر والجعة والنقيع والبتع حرام، وما أسكر كثيره فالجرعة منه حرام صرفا وممزوجا بغيره وبيعه وشراءه والتصريف فيه، والعصير حلال حتى يغلي وهو أن يصير أسفله أعلاه فيحرم حتى يذهب ثلثاه أو يصير خلا، ولا يؤتمن عليه إلا من يرى حرمته إلى أن يذهب ثلثاه، وإن أخبر من يحله من دون ذهاب