قال: لا آمر بأكلها، فقال ع: فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أتأكلها؟ قال: نعم، قال: فما حرم عليك البيضة وأحل لك الدجاجة كذلك الأنفحة مثل البيضة، فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه.
مسألة:
قوله تعالى: كل الطعام كان حلا، أي كل المطعومات أو كل أنواع الطعام و الحل مصدر حل الشئ كما يقال: عز الرجل عزا وذلت الدابة ذلا، ولذلك استوفى في الوصف به المذكر والمؤنث والواحد والجميع، قال تعالى: لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن، والمعنى كل المطاعم لم يزل حلالا لهم من قبل إنزال التوارة وتحريم ما حرم عليهم منها لظلمهم وبغيهم لم يحرم منها شئ قبل ذلك غير المطعوم الواحد الذي حرمه أبوهم إسرائيل على نفسه فتبعوه على تحريمه.
وهو رد على اليهود وتكذيب لهم حيث أرادوا براءة ساحتهم مما نزل فيهم في قوله:
فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم. الآية، وفي قوله: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر، فقالوا: لسنا بأول من حرمت عليه وما هو إلا تحريم قديم كانت محرمة على نوح وعلى إبراهيم ومن بعده وهلم جرا إلى أن انتهى التحريم إلينا، وغرضهم تكذيب شهادة الله تعالى عليهم بالبغي والظلم وأكل الربا، فقال الله تعالى: قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين.