الهداية - الشيخ الصدوق - الصفحة مقدمة لجنة التحقيق ١٠٩
رحلاته بعد أن ترعرع الشيخ الصدوق رحمه الله في مدينة قم وأمضى ردحا من شبابه في طلب العلم، والتفقه على أيدي علماء هذه المدينة وأساطينها ورواية الحديث عنهم، هاجر إلى الري (ما بين الأعوام 339 - 347 ه‍) ثم أقام فيها.
وكانت له أسفار ورحلات إلى العديد من المناطق قاصدا من وراء ذلك نشر آثار أهل البيت عليهم السلام وتبيان حقائقهم والرد على ما كان يثيره أعداؤهم من شبهات، بالإضافة إلى إدراك ما لم يبلغه من مصادر لمعارف الدين وروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين (1).
إن ما توفر لدينا من كتب الرجال والمصادر وإن لم يساعدنا في العثور على

١ - على سبيل المثال: يقول رحمه الله في كتاب كمال الدين: ١ / ٢ بشأن ما دعاه إلى تأليف هذا الكتاب: " إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا: إني لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور وأقمت بها، فوجدت أكثر المختلفين إلي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم (عليه السلام) الشبهة وعدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والمقاييس فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي والأئمة صلوات الله عليهم، حتى ورد إلينا من بخاري شيخ من أهل الفضل والعلم والنباهة ببلد قم، طالما تمنيت لقاءه واشتقت إلى مشاهدته لدينه وسديد رأيه واستقامة طريقته، وهو الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت القمي... فبينا هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارى من كبار الفلاسفة والمنطقيين كلاما في القائم (عليه السلام) قد حيره وشككه في أمره لطول غيبته وانقطاع أخباره فذكرت له فصولا في إثبات كونه ورويت له أخبارا في غيبته عن النبي والأئمة عليهم السلام سكنت إليها نفسه... وسألني أن أصنف له في هذا المعنى كتابا فأجبته إلى ملتمسه... ".
(مقدمة لجنة التحقيق ١٠٩)
الفهرست