ابن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قلت له: أرأيت صلاة العيدين هل فيها أذان و إقامة؟ قال: ليس فيهما أذان ولا إقامة ولكن ينادى الصلاة ثلاث مرات الحديث) (1) وأما استحباب الخروج حافيا على سكينة ووقار فيدل عليه حديث خروج الرضا عليه السلام المروي عن الكافي وغيره من كتب الصدوق عن ياسر الخادم وفيه أنه قال: لما حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا عليه السلام يسأله أن يركب ويحضر العيد ويصلي - إلى أن قال: - فقال: يا أمير المؤمنين إن عفيتني عن ذلك فهو أحب إلي وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، فقال المأمون: أخرج كيف شئت، وأمر المأمون القواد والناس أن يركبوا ويبكروا إلى باب أبي الحسن عليه السلام فقال: فحدثني ياسر الخادم أنه قعد الناس لأبي الحسن عليه السلام في الطرقات والسطوح النساء والصبيان واجتمع القواد والجند على باب أبي الحسن عليه السلام فلما طلعت الشمس قام فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفيه وتشمر ثم قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت ثم أخذ بيده عكازا ثم خرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة فلما مشى ومشينا بين يديه رفع رأسه إلى السماء وكبر أربع تكبيرات فخيل لنا أن السماء والحيطان تجاوبه والقواد والناس على الباب وقد تهيؤوا ولبسوا السلاح وتزينوا بأحسن الزينة فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة وطلع الرضا عليه السلام ووقف على الباب وقفة ثم قال: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد لله على ما أبلانا) نرفع بها أصواتنا قال: فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح لما نظروا إلى أبي الحسن عليه السلام و سقط القواد عن دوابهم ورموا بخفافهم لما رأوا أبا الحسن عليه السلام حافيا وكان يمشي ويقف على كل عشر خطوات ويكبر ثلاث [مرات خ ل] قال ياسر: فتخيل لنا أن السماوات والأرض والجبال تجاوبه وصارت مرو ضجة واحدة بالبكاء وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرياستين: يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا عليه السلام المصلى
(٥٤٦)