بأن تحتشم أي تغطي رأسها ووجهها فما كان من الأمريكية إلا أن ردت عليه مستهزئة، بأن عليه أن يرجع من حيث أتى لأنها هنا للدفاع عنه ولايقاف جيش صدام الذي إن دخل المنطقة فسوف يذهب بالنعيم والترف الذي ينعم فيه هؤلاء المطاوعة.
طبعا هذه حكاية في مقابل آلاف الحوادث التي وقعت والتي تدعو للبكاء من كثرة الضحك للمهازل التي وقعت هناك والتي لا يعلمها إلا القليل والتي أظهرت بوضوح المدى الذي وصل إليه الوعي الاجتماعي في بلد يتحكم في دينه وثقافته مجموعة من البدو لا يعرفون وهم على مشارف القرن الحادي والعشرين كيف يسير العالم من حولهم وكيف تدار عجلته ومدى التطور الحضاري الذي وصلته الأمم من حولهم. من هذه المهازل، سيارة الإنذار التي كانت تجوب الشوارع عندما يكون هناك خطر بإرسال العراق أحد صواريخه على المنطقة، ترى ماذا كان الشعب يفعل؟ كان قسم منهم يركب السيارات ويتبع سيارة الإنذار، يتبعها أينما ذهبت، فترى طابورا وراء تلك السيارة، مما يبعث على السخرية والضحك.
لقد كانت حرب الخليج الثانية بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، والسكين الذي مزق الثوب عن عورة المؤسسة السلفية أمام العالم. فانكشفت هذه المؤسسة التي كان يتبجح رجالها بأن دولتهم " الوحيدة في العالم " التي يحكم الإسلام السلفي جميع مرافقها، وأنها من القوة والمنعة ما يثير حسد الشعوب والحكومات الإسلامية الأخرى.
وإذا كان الموقف تجاه استقدام القوات الأجنبية للدفاع عن الدولة قد أثار انقساما حادا داخل المؤسسة الدينية الرسمية وبين رجالها وأتباعها المشهورين (79)، فإن انقساما آخر سيسجل، بل إسفين سيدق في نعش