لأن النظرية الوهابية تمتلك قصورا ذاتيا إذ لا يعدو تفكيرها قضايا التوحيد التي فهمت بطريقة منحرفة وغير صحيحة وأدى ذلك إلى وصم جميع المسلمين بالكفر والشرك.
كما أن استمرارية الوهابية وإتاحة الفرصة لها بعد ذلك لكي تتطور لم ينجم عنه تطور مهم، والواقع المعاصر دليل على ما نقول. بل يمكن أن نسجل شهادة للتاريخ بأن انتشار الفكر الوهابي اليوم يشكل انتكاسة عظيمة للفكر والإبداع الإسلامي. فالوهابيون مع تطورهم وانفتاحهم على العالم لم تتغير مواضيع بحثهم ونقاشهم، فليس هناك في عالم الفكر الإسلامي سوى " القبور، والتوسل وعذاب القبر، والتداوي بالأعشاب والحبة السوداء، وكذا جزئيات الطهارة والصلاة وغيرها من المواضيع البسيطة "؟!.
ويذهب بعض المؤرخين إلى أن الصدام بين الإخوان والملك كان ضروريا.
لأنهم بدأوا يزعجون الدولة ورجالها وبدأوا يخلقون للملك المشاكل الكثيرة بل إنه هو نفسه قد ضاق بهم ضرعا لكثرة تدخلهم في تصرفاته وسلوكه، فكان لا بد أن يصطدم معهم، لقد أنهوا مهمتهم، وتم استغلال حماستهم بنجاح وقد آن الأوان للتخلص منهم ووضع حد لانضباطهم وجعلهم رعية مسالمة وصالحة تخضع لسياسة الدولة وتعاليم الملك بصرامة وحرفية.
ونحن نعتقد أن هذا الطرح جاء نتيجة لتطور طبيعي سرعت خطواته بساطة الإخوان وسذاجتهم وعدم معرفتهم بتعقد القضايا السياسية من حولهم. لذلك خسروا المعركة باكرا وانسحبوا من الساحة، لإفساح المجال للدولة كي تأخذ مكانها في خضم الصراعات الإقليمية والدولية آنذاك (71).