اختلف المؤرخون في تحديد سنة ظهور هذه الحركة الجديد. فالسعوديون يحاولون التأكيد على أن عبد العزيز هو الذي أسس حركة الإخوان، وبعض المؤرخين قال إنه أسسها في عام 1911، وآخرون قالوا سنة 1912 م وقسم ثالث قال سنة 1913 م. والدكتور غسان سلامة يذكر أن الحركة أسست عام 1911 م وأشار إلى أن عبد العزيز وراءها (63).
كما يذهب محمد المانع مترجم الملك عبد العزيز إلى ذلك حين يقول:
" في سنة 1912 م قام بإحياء الحركة الدينية التطهيرية التي أنشأها محمد بن الوهاب في القرن الثامن عشر (64). لكن محمد جلال كشك والذي يعتبر من بين المطلعين على أسرار تاريخ آل سعود لا يقول بذلك وإنما يذهب إلى أن هذه الحركة.
ظهرت براعمها تلقائيا، كما هو الحال في كل الإرهاصات الكبرى في التاريخ. أما دور الملك عبد العزيز " فهو الذي أعطاها شكلها ومضمونها، وهو الذي غير بها التاريخ، وأدخلها التاريخ " (65)، ولمعرفة ماذا يقصد كشك بشكلها ومضمونها، يقول جمال زكريا قاسم: " في أواخر عام 1915 م راع ابن سعود تضخم هذه الحركة مما وضعه أمام حلين إما أن يقضي عليها أو يصبح زعيما لها وبالتالي تتاح له فرصة استغلال حماسة أتباعها في تدعيم نفوذه في الجزيرة العربية وسواحل الخليج. وقد اختار ابن سعود الأمر الثاني رغم تحذيرات عبد الله بن جلوي حاكم الأحساء، الذي نصحه فيما يقال بالتخلي عن هذه الحركة التي شبهها بنار تلتهم كل شئ أمامها.
وفي عام 1916 م أصدر ابن سعود أمره القاضي بانخراط جميع قبائل نجد في صفوف الحركة الجديدة وأن يدفعوا له الزكاة بصفته إمامهم الشرعي (66).