كان يضمن انتشار الحركة واتساعها ومعرفة باقي القبائل لما تدعو له.
كما أن هؤلاء الطلبة أو الأتباع الذين أخذوا عقائدهم الجديدة على يد الشيخ ابن عبد الوهاب نفسه كانوا يمثلون الركيزة الأكثر قوة في ضمان السيطرة العسكرية للأسرة الحاكمة على القبائل والبلدان المفتوحة.
فقد كانوا يتوزعون على عدة مناصب أولها منصب إمام مسجد حيث يصلي " الوهابي " بالناس خمس صلوات وكذا إمامة الجمعة. بالإضافة إلى وظيفة الوعظ والإرشاد ونشر العلم في المساجد مما يعطي الحركة مجالا واسعا للتأثير والانتشار. ومن ثم الاطمئنان للغزاة والركون إليهم. وإذا أضفنا وظيفة القضاء وجمع الزكاة والتي كانت حكرا على دعاة الوهابية، عرفنا حجم السيطرة الدينة التي كانت بيد هذه الحركة.
وعليه فقد كانت الحركة ممثلة في شخص زعيمها ابن عبد الوهاب تمثل الشريان الحقيقي الذي يغذي بقاء الدولة ويدعم استمراريتها. فهي تمدها بمحاربين أقوياء مسلحين بالإيمان بأن خصومهم كفار ومشركون حلال دمهم ومالهم. وإن ما يقومون به هو عين الجهاد الذي قام به النبي (ص) والصحابة.
فهم إذن أمام إحدى الحسنيين إما النصر والغنائم وإما الاستشهاد والجنة. وهذه العقيدة قد رفعت معنويات الجيش بشكل كبير وجعلته يحقق انتصارات كبيرة ويوسع جغرافية الدولة بشكل سريع جدا. كما أن الحركة كانت وكما ذكرنا تعد وتنشئ الإداريين الجدد الذين كانت الدولة في حاجة لهم مثل القضاة وجباة الضرائب.
* حالة الوفاق التام:
ولما كانت الفتوحات في تصاعد مستمر والمغانم متوفرة وكثيرة خصوصا مغانم قبر الحسين رضي الله عنه، ومسروقات الحجرة النبوية ومئات الألوف من الأغنام والخيول والإبل التي وصلت الدرعية بعد ما انتزعت من أصحابها