ومن بين الأسئلة الأكثر حرجا والتي لم تجد لها جوابا متكاملا ومقنعا، واحتار زعماء هذا التيار في الماضي والحاضر في أن يجدوا لها حلا شافيا أو جوابا علميا. نذكر منها ما يخص تحديد مفهوم مصطلح " سلف " ودلالاته العملية والواقعية.
ما المقصود بالخيرية التي ذكرها الحديث، على فرض صحته؟ وهل هذه الخيرية قصد بها بيان المنزلة الخاصة للذين عايشوا الرسول من الصحابة، ومن عايشهم من التابعين، الذين أتوا بعدهم، لتوجيه الأنظار والتدليل على اتباعهم واقتفاء أثرهم في كل ما راموه من فعل أو قول؟ لقد كان في الصحابة والتابعين المنافقون والفسقة، ومنهم من انحرف زمن الرسول، ومنهم من انحرف بعده، واشتهر من بينهم الوضاعون والكذبة، وارتد البعض منهم عن الإسلام وأصبح كافرا معلنا العداوة للإسلام وأهله!؟.
وقد توزع الصحابة في الأمصار وأحدثوا كثيرا من القضايا التي اختلف حولها المسلمون. وحارب بعضهم بعضا؟! وعليه فمفهوم السلف هنا إذا قصد به الصحابة أو التابعون لهم. لا بد وأن يختص به جماعة أو أفرادا متميزين منهم، من استقام على الإسلام ولم يبدل تبديلا حتى لقي ربه.
ومعرفة هؤلاء ونعتهم بالأسماء مما اختلفت الأمة قاطبة حوله، وافترقت الفرق من جراء الفصل فيه!؟.
لقد أختلف في تحديد الفترة الزمنية التي وجد فيها هؤلاء " السلف " الواجبي الاقتفاء والتقليد. فإن كان البعض قد حصرهم في التابعين وهؤلاء لم يكن أحد منهم حيا أواخر القرن الثالث، فقد ذهب البعض الآخر إلى اعتبار السلف ما قبل القرن الخامس. ومنهم من أعطى مفهوم السلف بعدا نظريا لا علاقة له بالزمن أو فترة زمنية محددة، فكل من سلك طريقا معينا في الأصول أو الفروع وبرع فيه حتى أصبح رائدا واتبعه الناس وقلدته العوام فهو من السلف، وينتسب إليهم، وإن كان هؤلاء قد وضعوا له محددات خاصة