حشوية أهل الحديث (101) وانتشار معتقداتهم بين العامة، وبداية التأسيس لخلق المذهب الحنبلي. فجاءت الروايات الموضوعة متضمنة لمجمل القضايا المتعلقة بهاتين المسألتين. وأهم ما عرف به الحنابلة في الانتصار لإمامهم والدعوة لتقليده وترجيح مذهبه، كانت الرؤى والمنامات التي وضعت بكثرة ملفتة للنظر.
أما سهولة نقدها والتأكد من وضعها فبسبب احتوائها على بعض القضايا العقائدية التي كان المحدثون يخوضون صراعا مريرا مع خصومهم حول إثباتها مثل مسألة رؤية الله.
حدث إبراهيم الحربي قال: رأيت بشر بن الحارث الحافي في المنام كأنه خارج من باب مسجد الرصافة وفي كمه شئ يتحرك، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال غفر لي وأكرمني، فقلت: ما هذا الذي في كمك؟ قال: قدم علينا البارحة روح أحمد بن حنبل فنشر عليه الدر والياقوت: فهذا مما التقطت.
قلت: ما فعل يحيى بن معين وأحمد بن حنبل؟ قال: تركتهما وقد زارا رب العالمين ووضعت لهما الموائد، قلت فلما لم تأكل معهما؟ قال: قد عرف هوان الطعام علي فأباحني النظر إلى وجهه الكريم " (102).
أنظر أباحه النظر إلى وجهه الكريم، ولا ندري سبب التقاطه للدر والياقوت وهل يحتاج الناس إليهما في الجنة لغرض ما؟!.
وقال أحمد بن محمد الكندي: رأيت أحمد بن حنبل في المنام فقلت: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك؟ قال غفر لي ثم قال: يا أحمد ضربت في؟ قال:
قلت نعم يا رب قال: يا أحمد هذا وجهي فانظر إليه فقد أبحتك النظر