كان هذا الاعتراف محسوبا من عقائد طوائف الشيعية فقط.
بل إن أحمد بن حنبل قد اتخذ موقفا صارما ممن لا يرى خلافة الإمام علي، عندما قال: من لم يربع بعلي بن أبي طالب في الخلافة فلا تكلموه ولا تناكحوه. وبذلك انقمع كثير من أهل الحديث عن مقالتهم التي كانوا يعتقدونها. فطمس ذلك واندثر ونسي، حتى لقد جاء بعدهم من اعتبر القول بشرعية وصحة خلافة الخلفاء الأربعة من أصول أهل السنة والجماعة. مبتدع من خالفها، يخاف عليه أن يسقط في الكفر وتلفظه جماعة المسلمين.
ولأحمد بن حنبل موقف آخر يخص الإمام علي وأهل بيته، عندما روى لهم في مسنده، وتتبع فضائلهم، بل خصهم بتأليف خاص بهم سماه مسند أهل البيت. كما أنه تجرأ في رواية فضائل الإمام علي وأعلنها... فعن محمد بن منصور الطوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول ما روي في فضائل أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالأسانيد الصحاح ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (41).
وقد أثارت رواياته عن علي بن أبي طالب بعض الاعتراضات لدى من كان متشبعا بعقائد الأمويين. قال محمد بن منصور الطوسي: كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل يا أبا عبد الله ما تقول في الحديث الذي روي أن عليا قال: أنا قسيم النار فقال: وما تنكرون من ذا؟ أليس روينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق؟ قلنا: بلى قال: فأين المؤمن؟ قلنا: في الجنة قال: فأين المنافق؟ قلنا في النار قال: فعلي قسيم النار (42).
إن هذا الكلام له خطورته التي سيلتفت إليها البعض. فإن القول بصحة هذا الحديث يعني الطعن على معاوية بن أبي سفيان مباشرة، وهو أحد كبار