خلقه.. " (1).
ويقول ردا منه على من طلب منه نفي الجهة والحيز:
".. أما القول الذي لا يوجد في كلام الله ورسوله لا منصوصا ولا مستنبطا.. بل يوجد في الكتاب والسنة مما يناقضه ما لا يحصيه إلا الله. فكيف يجب على المؤمنين عامة أو خاصة اعتقاده ويجعل ذلك محنة لهم.
ومن المعلوم أنه ليس في الكتاب والسنة، ولا في كلام أحد من سلف الأمة ما يدل - نصا ولا استنباطا - على أن الله ليس فوق العرش، وأنه ليس فوق المخلوقات وأنه ما فوق العالم رب يعبد ولا على العرش إله يدعى ويقصد، وما هناك إلا العدم المحض، وسواء سمي ثبوت هذا المعنى قولا بالجهة والتحيز أو لم يسم. فتنوع العبارات لا يضر إذا عرف المعنى المقصود... " (2).
وابن تيمية.. إذ يفصح عن خصومته العنيفة لنفاة الجهة والحيز عن الله تعالى.. يتهمهم بالنفاق... يقول:
"... وأما إن تضمن هذا الكلام أن الله ليس على العرش ولا فوق العالم..
فليصرح بذلك تصريحا بينا، حتى يفهم المؤمنون قوله وكلامه ويعلموا مقصوده ومرامه.
فإذا كشف للمسلمين حقيقة هذا القول، وأنه مضمونه أنه ليس فوق السماوات رب ولا على العرش إله، وأن الملائكة لا تعرج إلى الله ولا تصعد إليه ولا تنزل من عنده، وأن عيسى لم يرفع إليه، ومحمد لم يعرج إليه، وأن العباد لا يتوجهون بقلوبهم إلى إله هناك يدعونه ويقصدونه، ولا يرفعون أيديهم في