الشيخ العلامة نصير الدين الطوسي، واسمه، محمد بن محمد بن الحسين (1)، الإمام المشهور، وكان يخدم صاحب الألموت، ثم خدم هولاكو، وحظي عنده، وعمل لهولاكو رصدا بمراغة، وزيجا، وله مصنفات عديدة كلها نفيسة، منها:
إقليدس، يتضمن اختلاط الأوضاع، وكذلك المجسطي، وتذكرة في الهيئة لم يصنف في فنها مثلها، وشرح الإشارات، وأجاب عن غالب إيرادات فخر الدين الرازي، وكانت ولادته في حادي عشر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وخمسمائة. وكانت وفاته ببغداد، ودفن في مشهد موسى الجواد (2) " (3).
وقال الصفدي: " نصير الدين الطوسي: محمد بن محمد بن الحسن، نصير الدين الطوسي، الفيلسوف، صاحب علم الرياضي، كان رأسا في علم الأوائل، لا سيما في الأرصاد والمجسطي، فإنه فاق الكبار، قرأ على المعين سالم بن بدران المعتزلي الرافضي وغيره، وكان ذا حرمة وافرة ومنزلة عالية عند هولاكو، وكان يطيعه فيما يشير به عليه، والأموال في تصريفه، وابتنى بمراغة قبة ورصدا عظيما، واتخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الأرجاء وملأها من الكتب التي نهبت من:
بغداد والشام والجزيرة، حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد، وقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة، وجعل له الأوقاف، وكان حسن الصورة، سمحا، كريما، جوادا، حليما، حسن العشرة، غزير الفضل.
حكي أنه لما أراد العمل للرصد رأى هولاكو ما يغرم عليه، فقال له: هذا العلم المتعلق بالنجوم ما فائدته؟ أيدفع ما قدر أن يكون؟ فقال: أنا أضرب لك مثلا: يأمر القان من يطلع إلى هذا المكان ويرمي من أعلاه طشت نحاس كبير من