مدفوعة، لم تحفظ فيها وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا رعي فيها حقه ولا حق الله عز وجل، وكفى بالله حاكما ومن الظالمين منتقما، وأنا أسألك يا عم أن تسمح لي بترك ما أشرت به، فإنها وصتني بستر أمرها (1).. " وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ".. فقال علي (عليه السلام) لها: " ائت أبا بكر وحده فإنه أرق من الآخر وقولي له: ادعيت مجلس أبي وأنك خليفته وجلست مجلسه ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردها علي.. ".
فلما أتته وقالت له ذلك، قال: صدقت، قال: فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك، فقال: فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: يا بنت محمد! ما هذا الكتاب الذي معك؟ فقالت: " كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك ". فقال: هلميه إلي، فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله - وكانت حاملة بابن اسمه المحسن - فأسقطت المحسن من بطنها، ثم لطمها، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت، ثم أخذ الكتاب فخرقه.. فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ثم قبضت ".
فلما حضرته (2) الوفاة دعت عليا (عليه السلام) فقالت: " إما تضمن وإلا أوصيت إلى ابن الزبير " (3)، فقال علي (عليه السلام): " أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد! " قالت:
" سألتك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أنا مت ألا يشهداني ولا يصليا علي ".
قال: " فلك ذلك " فلما قبضت (عليها السلام) دفنها ليلا في بيتها، وأصبح أهل