ثم دخلوا الدار وأخرجوا أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يكن من يمنعهم سوى فاطمة (عليها السلام).. فإنها وإن كانت مريضة ولكنها لم تسمح لنفسها خذلان أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما أرادت أن تمنعهم من إخراجه أخذوا في ضربها بالسياط .. وغلاف السيف..!!
ولعمري ما أدري ماذا أكتب هنا، أتذكر قول شريك القاضي: ما لهم ولفاطمة..! والله ما جهزت جيشا ولا جمعت جمعا.. والله لقد آذيا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره (1).
وهذا الكلام يدل على أنهم قد بلغوا الغاية في ظلمها، بل لو أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى أمته بإيذاء عترته (عليهم السلام) لم يقدروا على أشد وأزيد مما صنعوا.
الثانية:
ألم يوجد من يدافع عن أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)؟!
أن ثبوت خذلان الناس لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - ولأمير المؤمنين (عليه السلام) خاصة - مما ملئت به الكتب واشتهر بين الخاصة والعامة، ولا ينكره إلا المكابر.
ومما رواه جمع كثير من العامة قول عائشة: فلما توفيت فاطمة استنكر علي وجوه الناس أو: انصرفت وجوه الناس عنه (2).
وترى في النصوص أن عدد أعوانه لا يتجاوز عدد الأصابع.