الهجوم على بيت فاطمة (ع) - عبد الزهراء مهدي - الصفحة ٨٦
وقال ابن شهرآشوب المازندراني: وروي: أنه (أي أبا سفيان) دخل المسجد، فإذا القوم قد أقبلوا بأجمعهم وهم يعترضون كل من رأوه فيقدمونه يبايع، شاء ذلك أم أبي!!... (1).
بل ترى إشارة عابرة إلى ذلك في كلام عايشة، فقد روى البخاري عنها حديث السقيفة إلى أن قال: قالت: لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا..
فردهم الله بذلك (2).
التخلف عن بيعة أبي بكر والإنكار عليه لقد حاول جمع كثير من العامة كتمان تخلف من تخلف عن بيعة أبي بكر وإثبات إجماع المسلمين عليها ورضاهم بها، إذ تبتني مشروعية خلافته بهذا الإجماع عندهم، لادعائهم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا تجتمع أمتي على الضلال.
ولذلك اضطروا إلى القول بأنه: ما خالف على أبي بكر أحد إلا مرتد أو من كان قد ارتد!! (3).
والمتتبع في كتب أهل السنة يجدها مشحونة بذكر تخلف وجوه الأصحاب وعدم رضاهم بالبيعة.
روى البخاري ومسلم والطبري وغيرهم أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبنو هاشم جميعا لم يبايعوا أبا بكر في حياة فاطمة (عليها السلام) (4).. أي

١. مثالب النواصب: ١٣٠.
٢. البخاري: ٤ / ١٩٣ - ١٩٥.
٣. الطبري: ٣ / ٢٠٧، بل هذا هو السر في نسبة الارتداد إلى مالك بن نويرة، والمقام لا يسع التفصيل، راجع بحار الأنوار: ٣٠ / ٤٧١ - ٤٩٥.
٤. راجع البخاري: ٥ / ٨٢ - ٨٣، مسلم: ٥ / ١٥٣ - ١٥٤، السنن للبيهقي: ٦ / ٣٠٠، الطبري: ٣ / ٢٠٨ الكامل لابن الأثير: ٢ / ٣٣١، كفاية الطالب: ٣٧٠، السيرة الحلبية: ٣ / ٣٦٠، شرح مسلم للنووي:
١٢ / ٧٧، تاريخ الخميس: ٢ / ١٧٤، المصنف، لعبد الرزاق: ٥ / ٤٧٢، الرياض النضرة: ١ / ٢٤٣، الصواعق المحرقة: ١٥، شرح نهج البلاغة: ٦ / ٤٦. وذكر تخلفه (عليه السلام) في غير هذه الرواية أيضا راجع المختصر في تاريخ البشر: ١ / ١٥٦، النهاية لابن الأثير: ٢ / ٦٨، الطبري: ٣ / ٢٠٥، نور الأبصار:
٦٠، الكامل لابن الأثير: ٢ / ٣٢٥، تتمة المختصر: ١ / ٢١٥، ٢٤٩، البداية والنهاية: ٥ / ٣٠٧، صفوة الصفوة: ١ / ٢٥٤، كتاب الردة للواقدي: ٤٧، الثقات لابن حبان: ٢ / ١٦١، السيرة النبوية وأخبار الخلفاء، له: ٤٢٦، تاريخ اليعقوبي: ٢ / 126، العقد الفريد: 4 / 260، نهاية الإرب: 19 / 40، السيرة النبوية لابن هشام: 4 / 308 - 310، سمط النجوم العوالي: 2 / 247، 251.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست