وقال الإمامية إن الرأس أعيد إلى الجثة بكربلاء بعد أربعين يوما قال القرطبي رحمه الله تعالى وما ذكر من أنه دفن بعسقلان في المشهد المعروف بها أو بالقاهرة فهو شئ باطل لا يصح انتهى. قلت قد ثبت أن طلائع بن رزيك الذي بنى المشهد بالقاهرة نقل الرأس إلى هذا المشهد بعد أن بذل في نقلها نحو أربعين ألف دينار وخرج هو وعسكره فتلقاها من خارج مصر حافيا مكشوف الرأس هو وعسكره. وهي في برنس حرير أخضر في القبر الذي هو في المشد موضوعة على كرسي من خشب الآبانوس ومفروش هناك نحو نصف إردب من الطيب كما أخبرني بذلك خادم المشهد. ومما وقع لي أنني قلت لسيدي الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي مفتي المسلمين رضي الله عنه أترى أن تزور معنا رأس الحسين في المشهد بخان الخليلي فقال إنه لم يثبت كون الرأس هناك فقلت له نزوره بالنية على تقدير صحة ذلك فقال نعم فلما دخلنا مقصورته بالمشهد قلت للشيخ اجلس مراقبا بقلبك للرأس فجلس متخيلا لها في ذهنه فحصل له ثقل رأس فنام فرأى نقيبا مشدود الوسط قد خرج من القبر فما زال بصره يتبعه حتى دخل مقصورة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله إن الشيخ شهاب الدين بن الشلبي وعبد الوهاب الشعراني يزوران رأس ولدك الحسين فقال صلى الله عليه وسلم تقبل الله منهما انتهى فاستيقظ الشيخ شهاب الدين وتواجد حتى وقعت عمامته من فوق رأسه وقال آمنت وصدقت بأن الرأس هنا وحكى الواقعة ولم يزل يزوره حتى مات.
فزر يا أخي هذا المشهد بالنية الصالحة إن لم يكن عندك كشف فقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى إن دفن الرأس في مصر باطل بل صحيح في أيام القرطبي فإن الرأس إنما نقلها طلائع بن رزبك بعد موت القرطبي فافهم والله تعالى أعلم.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب (جواهر المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب) (ص 140 والنسخة مصورة من