____________________
وأما الحديثان اللذان ذكرهما ابن تيمية فليسا - على فرض صحتهما عندهم - بحجة علينا، مع أن الورد في حق أبي ذر متفق عليه.
لكن راوي الأول للبخاري هو " محمد بن بشار " وقد كذبه الفلاس، وتكلم فيه غير واحد كما ذكر الذهبي (1) وابن حجر العسقلاني (2). وهو عن " قتادة عن أنس ". فأما " قتادة " فقد تكلم فيه غير واحد وقالوا: كان يدلس (3) وأما " أنس " فانحرافه عن علي معروف.
والحديث الثاني عن عائشة، وهي متهمة في مثل هذه الموارد، وانحرافها عن علي معروف كذلك، على أن الراوي عنها: " عبد الرحمن بن سعيد بن وهب " لم يدركها كما نص الحفاظ (4) فالرواية مرسلة.
أقول:
إن أخبار القوم المشتملة على وصف أبي بكر ب " الصديق " كثيرة، لكنها كلها مكذوبة موضوعة، حتى اضطروا إلى درجها في أمثال (الموضوعات) و (اللآلي المصنوعة) ومنها ما ذكره الذهبي وكذبه في (ميزان الاعتدال) وتبعه ابن حجر في (لسان الميزان).
وقد وضعت تلك الأخبار في مقابلة الأحاديث الصحيحة المعتبرة من طرق القوم في وصف أمير المؤمنين عليه السلام ب " الصديق " و" الصديق الأكبر ".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: " أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق
لكن راوي الأول للبخاري هو " محمد بن بشار " وقد كذبه الفلاس، وتكلم فيه غير واحد كما ذكر الذهبي (1) وابن حجر العسقلاني (2). وهو عن " قتادة عن أنس ". فأما " قتادة " فقد تكلم فيه غير واحد وقالوا: كان يدلس (3) وأما " أنس " فانحرافه عن علي معروف.
والحديث الثاني عن عائشة، وهي متهمة في مثل هذه الموارد، وانحرافها عن علي معروف كذلك، على أن الراوي عنها: " عبد الرحمن بن سعيد بن وهب " لم يدركها كما نص الحفاظ (4) فالرواية مرسلة.
أقول:
إن أخبار القوم المشتملة على وصف أبي بكر ب " الصديق " كثيرة، لكنها كلها مكذوبة موضوعة، حتى اضطروا إلى درجها في أمثال (الموضوعات) و (اللآلي المصنوعة) ومنها ما ذكره الذهبي وكذبه في (ميزان الاعتدال) وتبعه ابن حجر في (لسان الميزان).
وقد وضعت تلك الأخبار في مقابلة الأحاديث الصحيحة المعتبرة من طرق القوم في وصف أمير المؤمنين عليه السلام ب " الصديق " و" الصديق الأكبر ".
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: " أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق