فغضبت فاطمة عليها السلام عند ذلك وانصرفت، وحلفت ألا تكلمه ولا تصاحبه حتى تلقى أباها وتشكو إليه. فلما حضرتها الوفاة أوصت عليا عليه السلام أن يدفنها ليلا ولا يدع أحدا منهم يصلي عليها، وقد رووا جميعا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يا فاطمة إن الله تعالى يغضب لغضبك ويرضى لرضاك " ورووا جميعا أنه قال: " فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ".
ولو كان هذا الخبر حقا لما جاز له ترك البغلة التي خلفها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيفه وعمامته عند أمير المؤمنين، ولما حكم بها له لما ادعاها العباس، ولكان أهل البيت الذين طهرهم الله تعالى عن الرجس مرتكبين ما لا يجوز لهم، لأن الصدقة عليهم محرمة [1].
____________________
ظلم أبي بكر بضعة النبي [1]] أقول:
لقد كثر البحث منذ صدر الإسلام حول ما كان بين الزهراء الطاهرة وأبي بكر، وجرت فيه المناظرات، وألفت فيه الكتب. والذي ذكره العلامة رحمة الله
لقد كثر البحث منذ صدر الإسلام حول ما كان بين الزهراء الطاهرة وأبي بكر، وجرت فيه المناظرات، وألفت فيه الكتب. والذي ذكره العلامة رحمة الله