شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ١٨٨

____________________
فأسلماه إلى مؤدبهم وهو صبي، وكان المؤدب يقول له: قل ثالث ثلاثة، فيقول معروف: بل هو الواحد، فيضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا، فهرب منه، وكان أبواه يقولان: ليته يرجع إلينا على أي دين شاء فنوافقه عليه. ثم إنه أسلم على يد علي بن موسى الرضا ورجع إلى أبويه، فدق الباب فقيل له: من بالباب؟
فقال: معروف. فقيل له: على أي دين؟ فقال: على الإسلام. فأسلم أبواه " (1).
أقول:
لقد ذكروا بتراجمه كرامات عجيبة له، فحاولوا التكتم على كونه من موالي الإمام وعلى إسلامه على يده عليه السلام لئلا يكون ذلك فضيلة له!!... فمنهم من لم يذكر من مواليه ولا حكى إسلامه على يده، ولا روى عنه شيئا مما سمعه من الإمام، كالحافظ أبي نعيم (2) والحافظ ابن الجوزي (3)، ومنهم من اعترف بكونه من مواليه ولم يذكر عن إسلامه شيئا كالشعراني (4)، ومنهم من حكى قصته مع المؤدب ثم رجوعه إلى أبويه بعد هربه وأنهما أسلما، ولم يزد على ذلك شيئا كالذهبي (5)... ومنهم من حكى أنه كان حاجبا للإمام فكسروا ضلعه فمات (6) وهذا ما كذبه الذهبي فقال: " فلعل الرضا كان له حاجب اسمه معروف، فوافق اسمه اسم زاهد العراق " (7).

(١) وفيات الأعيان ٥ / ٢٣١.
(٢) حلية الأولياء ٨ / ٣٦٠.
(٣) المنتظم ١٠ / ٨٨.
(٤) لواقح الأنوار ١ / ٧٢.
(٥) سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٣٩.
(٦) طبقات الصوفية: ٨٣.
(٧) سير أعلام النبلاء ٩ / 343.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست