ولو سلم كونهما موضوعين للمفهومين الكليين، ولكن نقول بالفرق بينهما وبين اسم الزمان؛ وذلك لأن الوضع فيهما لعله للاحتياج إلى إفهام معانيهما العامة أحيانا، فملاك الوضع موجود هناك. بخلاف الزمان فإنه ذات متصرمة آبية عن البقاء مع انقضاء المبدأ عنه عند العقل والعرف، فالفرق بينهما واضح.
ومنها: ما أفاده المحقق الثاني (قدس سره)، وقد سبقه إلى ذلك المحقق صاحب الحاشية (قدس سره) في أحد وجهيه (1): وهو أن اسم الزمان كالمقتل - مثلا - عبارة عن الزمان الذي وقع فيه القتل؛ وهو اليوم العاشر من المحرم.
واليوم العاشر لم يوضع بإزاء خصوص ذلك اليوم المنحوس الذي وقع فيه القتل، بل وضع لمعنى كلي متكرر في كل سنة، وكان ذلك اليوم الذي وقع فيه القتل فردا من أفراد ذلك المعنى العام المتجدد في كل سنة. فالذات في اسم الزمان إنما هو ذلك المعنى العام، وهو باق حسب بقاء الحركة الفلكية، وقد انقضى عنه المبدأ، الذي هو عبارة عن القتل.
فلا فرق بين الضارب وبين المقتل؛ إذ كما أن الذات في مثل الضارب باقية وقد انقضى عنها الضرب، فكذلك الذات في مثل المقتل، الذي هو عبارة عن اليوم العاشر من المحرم؛ لتجدد ذلك اليوم في كل سنة، وقد انقضى عنها القتل (2)، انتهى.
وفيه أولا: أن ما أفاداه من باب خلط مفهوم بمفهوم آخر؛ لأن الكلام في مفهوم المقتل - الذي هو اسم الزمان - لا في اليوم العاشر من المحرم، وواضح: أن مفهوم المقتل هو زمان الذي وقع فيه الحدث، لا مفهوم اليوم العاشر.
وثانيا: أن كلي عاشر المحرم غير وعاء الحدث، وما يكون وعاؤه هو مصداق منه - الذي تحقق فيه القتل؛ وهو عاشر محرم سنة 61 هجرية - ومن الواضح: أنه