الواجب موضوع للمفهوم العام مع انحصاره فيه تعالى (1).
وفيه: أن غاية ما يقتضيه مقالته هو إمكان وضع اللفظ لمعنى لا يكون له مصداق لا في الخارج ولا في الذهن.
وأنت خبير: بأن مجرد ذلك لا يقتضي كون الوضع كذلك عقلائيا؛ ضرورة أن الوضع لابد وأن يكون لغرض الإفادة والاستفادة، فإذا لم يكن للزمان مصداق خارجي ولا ذهني فيكون الوضع له لغوا وعبثا.
وأما تنظير العام بالواجب ففي غير محله؛ لعدم انحصار مفهوم الواجب فيه تعالى؛ ضرورة أنه كما يصدق على الواجب بالذات - وهو ذاته المقدسة - فكذلك يصدق على ما يكون واجبا للغير وبالقياس إلى الغير.
نعم، مفهوم الواجب بالذات مصداقه منحصر فيه تعالى، ولكن لم يكن للمركب من اللفظين - أعني الواجب بالذات - وضع على حدة، فتدبر.
إن قلت: ما تقول في لفظتي الشمس والقمر؛ حيث إنهما موضوعتان للمعنيين الكليين، ومع ذلك لا يكون لهما في الخارج إلا مصداق واحد؟ فليكن اسم الزمان كذلك.
قلت: لا يبعد أن يكون لفظة الشمس والقمر اسمين للجرمين النيرين المعلومين، نظير الوضع في الأعلام الشخصية، كلفظ " الله " حيث تكون علما لذاته المقدسة.