الفصل الثاني فيما يتعلق بصيغة الأمر والكلام فيه أيضا في جهات الجهة الأولى: فيما وضعت له هيئة الأمر قد تقدم: أن مفاد الهيئات على قسمين: فقسم منها حكائي، والقسم الآخر إيجادي. وسبق الكلام في هيئات الفعل الماضي والفعل المضارع والمشتقات الاسمية، كما مضى الكلام في النداء والقسم والتعجب ونحوها، وقد أشرنا: أن مفادها إيجادي، وقد أوعدناك التكلم في هيئة الأمر؛ فنقول:
لا يبعد أن يكون الوضع والموضوع فيها خاصين.
وإن كنت في شك في ذلك فلا أقل من كون الموضوع له خاصا؛ وذلك لأن المتبادر من هيئة الأمر ك - اضرب مثلا - هو المتبادر من إشارة الأخرس حيث يشير إلى المخاطب ويغريه نحو مطلوبه. بل مثل إغراء الكلاب المعلمة والطيور الجارحة إلى المقصود بالألفاظ والأصوات والحركات المناسبة الموجبة لتشجيعها وتحريكها نحو المطلوب.
ولا فرق بين هيئة الأمر وإشارة الأخرس وتلك الألفاظ والأصوات في تحصيل البعث والإغراء بها.