هذا ولقائل ان يقول نختار الشق الثاني من سقوط الامر الأول باتيان ذات الفعل، وسقوط الثاني أيضا بارتفاع موضوعه، ولا يلزم محذور أصلا، لان الوقت اما باق بعد واما غير باق، فعلى الأول يوجب الغرض ايجاد أمرين آخرين على ما كانا، وعلى الثاني يعاقب المكلف على عدم امتثال الامر الثاني، مع أنه كان قادرا عليه بوجود الامر الأول، لان الامر الثاني لو فرضناه أمرا مطلقا فعدم ايجاد متعلقه معصية بحكم العقل، سواء كان برفع المحل، أو كان بنحو آخر وهذا واضح.
فاتضح مما ذكرنا من أول العنوان إلى هنا وجوه خمسة في تصوير العبادات [110] وأنت خبير بأنه كلما قلنا في الواجبات النفسية العبادية
____________________
[110] (أولها) اعتبار قصد الامر في العبادة مع كونه مأخوذا فيها شرطا أو شطرا.
(ثانيها): عدم اعتباره، بل المعتبر اتيان الفعل بقصد الخضوع للمولى والخشوع له مع كونه أيضا مأخوذا في المأمور به.
(ثالثها): اعتبار قصد الامر فيها، مع كون ملازمه مأخوذا في المأمور به.
(رابعها): اعتباره فيها مع عدم اخذه، ولا ملازمه فيه، وبقاء الامر ببقاء
(ثانيها): عدم اعتباره، بل المعتبر اتيان الفعل بقصد الخضوع للمولى والخشوع له مع كونه أيضا مأخوذا في المأمور به.
(ثالثها): اعتبار قصد الامر فيها، مع كون ملازمه مأخوذا في المأمور به.
(رابعها): اعتباره فيها مع عدم اخذه، ولا ملازمه فيه، وبقاء الامر ببقاء