والحاصل ان هذا الاتحاد نظير اتحاد اجزاء المركب، فان معنى اتحادها أنها محدودة بحد واحد، وان كان كل منها ممتازا عن الاخر من وجوه اخر، بل يمكن أن يكون كل منها معروضا لعرض مضاد لعرض الاخر. والمعنى المستفاد - من لفظ ضارب مثلا الذي يحمل على الذات في الخارج - هو معنى يتحد مع الذات، بحيث لا يكون بينهما ميز في الخارج بوجه. ولعل هذا واضح بعد أدنى تأمل. وتظهر الثمرة بين هذا المعنى الذي ادعيناه للفظ المشتقات، وبين ما يقوله أهل المعقول أنه لو قال الامر جئني بالضارب، ولا تجئني بالقاعد، فلا بد من تعيين أحد الخطابين في مورد الاجتماع، بناءا على عدم جواز اجتماع الأمر والنهي وبناءا على ما ذكرنا للمشتق من المدلول، فان معنى القائم والضارب انطبقا في الخارج
____________________
الاثنينية ولا يوجب عدم الحمل، حيث أن القياس مع الفارق، لان الكلية لا تعرض الانسان الا في لحاظ التجرد عن جميع القيود حتى قيد التجرد، وأما في لحاظ اتحاده مع زيد فلا يحمل عليه الا ما يحمل على زيد من الجزئية، ولعمري أن الفرق بينهما واضح.
لا يقال: ان حمل لون على السواد المتحد مع الجسم أيضا لا يكون الا بعد لحاظ بشرط لا، وأما في لحاظه لا بشرط فغير قابل لحمل الشئ عليه، لأنه كما فصل في الحاشية السابقة ليس شيئا مستقلا في اللحاظ يقبل الحمل، بل من أطوار الملحوظ وكيفياته كالمعنى الحرفي.
لأنا نقول: نعم وان كان المعنى المذكور غير قابل للحمل عليه مستقلا، لكن قد مرت الإشارة إلى امكان أن يشار إلى حقيقته بذلك المفهوم المستقل الملحوظ بشرط لا، ويخبر عنه بما يختص به، دون المعروض ولو مع لحاظه بوجوده الكيفي. ومعلوم أن الاختلاف المذكور كاشف عن عدم اتحادهما حقيقة بنحو مصحح للحمل، فان محمول أحد المتحدين كذلك لا ينفك عن الآخر في ذلك اللحاظ.
لا يقال: ان حمل لون على السواد المتحد مع الجسم أيضا لا يكون الا بعد لحاظ بشرط لا، وأما في لحاظه لا بشرط فغير قابل لحمل الشئ عليه، لأنه كما فصل في الحاشية السابقة ليس شيئا مستقلا في اللحاظ يقبل الحمل، بل من أطوار الملحوظ وكيفياته كالمعنى الحرفي.
لأنا نقول: نعم وان كان المعنى المذكور غير قابل للحمل عليه مستقلا، لكن قد مرت الإشارة إلى امكان أن يشار إلى حقيقته بذلك المفهوم المستقل الملحوظ بشرط لا، ويخبر عنه بما يختص به، دون المعروض ولو مع لحاظه بوجوده الكيفي. ومعلوم أن الاختلاف المذكور كاشف عن عدم اتحادهما حقيقة بنحو مصحح للحمل، فان محمول أحد المتحدين كذلك لا ينفك عن الآخر في ذلك اللحاظ.